أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، مذكرتي اعتقال بشأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
وجاءت المذكرة الجنائية بناءً على اتهامات موجهة لكلاهما بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وشملت مذكرة الاعتقال القائد العام لكتائب عز الدين القسام في حركة حماس، محمد الضيف.
وتعود وقائع القرار إلى مايو الماضي، عندما وجه المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، كريم خان، تهم ارتكاب جرائم حرب وتجويع وإيادة وقتل عمد ضد نتنياهو وغالانت.
وشملت طلبات خان بالاعتقال في هذه الفترة كل من قادة حماس يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي آنذاك، ومحمد الضيف، قائد كتائب القسام، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك أيضًا.
ووجهت المحكمة لهم تهمًا بارتكاب جرائم الإبادة والاغتصاب والعنف الجنسي واحتجاز الرهائن.
واغتال الاحتلال كلا من هنية والسنوار في ظروف مختلفة خلال الشهور الماضي، فيما أعلنت سلطات الاحتلال من قبل تصفية الضيف ولكن دون تأكيد رسمي من حماس.
عواقب مذكرة الاعتقال الجنائية
يعني إصدار مذكرة الاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية، أنها تضع في اعتبراها التهم المرتكبة من قبل شخص ما وتنظر فيها.
ويصدر القضاة مذكرة الاعتقال حتى يمثل الشخص المتهم أمامها، ولكن هذا لا يعني أنه أمر مباشر للشخص بالتوقف عن جرائمه، إذ إن المحكمة لا تمتلك صلاحيات الاعتقال.
وهذه الصلاحيات غير المتاحة من شأنها أن تجعل مثول نتنياهو أمام المحكمة في لاهاي غير وارد بشكل كبير.
إذن ما هي أهمية مذكرة الاعتقال؟
في حين أن مذكرة الاعتقال من قبل الجنائية الدولية لن تكون مفيدة في توقيف نتنياهو أو غالانت وغيرهم من قادة حماس، إلا أنها ستحد بشكل كبير من حرية تنقلهم خارج حدود الأراضي المحتلة.
وهذا يرجع إلى أن مذكرة محكمة الجنايات الدولية وقع عليها 124 دولة، وستكون تلك الدول ملزمة باعتقال المتهمين الصادر بحقهم مذكرة الاعتقال ما إن وطأت أقدامهم أراضيها، وتسلمهم للمحكمة.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتهمة التورط في اختطاف الأطفال الأوكرانيين بشكل منهجي.
ومنذ ذلك الوقت يتجنب بوتين السفر للدول الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، ولا يسافر إلا للدول التي لا تعترف بشرعية المحكمة.
كان خان قال في بيان صحافي في مايو الماضي، إنه لا يمكن لأي وعيم مدني أو أي شخص آخر الإفلات من العقاب وتطبيق القانون، وإذا سمحت المحكمة الجنائية بذلك فهذا يعني أنها تخلق الظروف لانهيار القانون.
كما انتقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، طلبات المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت، قائلًا إنه لا يجوز مساواتهم بقادة حماس.
كما قالت حماس إن قرار المحكمة يساوي بين الضحية والجلاد، مطالبة بضرورة سحب هذه الاتهامات الموجهة لقاداتها.
وتتعامل المحكمة مع فلسطين كدولة لأنها تتمتع بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وهو ما يعني أنها تمكنت من التوقيع على نظام روما الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية.