يكثف الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب من جهوده لضمان تعيين مات غيتز، في منصب المدعي العام.
وبحسب ما نقلته شبكة CNN، فإن ترامب تواصل مع أعضاء مجلس الشيوخ للضغط عليهم من أجل إعلان تعيين غيتز في هذا المنصب بحلول بداية العام المقبل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه هذه الخطوة ضغوطًا مضادة من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يريدون رؤية تقرير لجنة الأخلاقيات حول سلوك غيتز قبل تأكيد اختياره.
وكانت المزاعم أًحيطت بغيتز بشأن علاقة جنسية مزعومة مع قاصر وهو ما نفاه المدعي العام المحتمل من قبل.
ولكن الجدل عاد وتجدد مرة أخرى بعد أن قالت امرأتين أنهم سبقا وحصلا على مبالغ مالية من غيتز مقابل تقديم “خدمات جنسية” في فلوريدا.
وشهدت إحدى السيدتين، وفق ما نقلته سي إن إن، إنها شاهدت غيتس في وضع غير أخلاقي مع صديقتها القاصر في عام 2017.
الأزمة الأولى في الولاية الجديدة
قد يُصبح تقرير لجنة الأخلاقيات المطلوب لتعيين غيتز في منصب المدعي العام أول أزمة تواجه إدارة ترامب في ولايته الجديدة.
وربما يضطر بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ للانشقاق حال سيطرة الحزب على الأغلبية، وذلك لمنع تعيين غيتز.
وأصر رئيس مجلس النواب مايك جونسون، قبيل اجتماع مقرر للجنة الأخلاقيات يوم الأربعاء، على أنه لا ينبغي إصدار التقرير لأن غيتز، بعد استقالته الأسبوع الماضي، لم يعد عضوًا في الكونغرس.
ويثير كل هذا اللغط التساؤلات حول مدى قدرة ترامب على الضغط على أعضاء مجلس الشيوخ بهدف تأييد قراره، في ظل التحفظ الذي يبديه البعض على شخصية غيتس.
وحال تمسك ترامب باختياره، فسيكون على الجمهوريين الذين يؤيدون ترامب للدفاع عن غيتز، وهو ما قد يضعهم في موقف صعب.
وقد يُعرّض الانفصال عن الرئيس المنتخب الجمهوريون المعترضون على تعيين غيتز إلى مشكلات تتعلق بالدعم والتأييد خلال الانتخابات التشريعية في عام 2026.
الرمال السياسية المتحركة
في الوضع الراهن، هناك أكثر من سيناريو متعلق بمصير هذا الاختيار، فإما أن يصرف ترامب النظر عن تعيين غيتس وذلك بغرض تجنب الإضرار بولايته قبل بدايتها.
كما يمكن أن يحاول ترامب تجنب أي عراقيل قد تمنعه من تنفيذ أجندته السياسية خلال أول 100 يوم، خصوصًا وأنه اختيار ربما يكون محكومًا عليه بالفشل.
قد يؤدي التضحية بغيتز أيضًا إلى تمهيد الطريق أمام اختيارات وزارية استفزازية أخرى، بما في ذلك مذيع قناة فوكس نيوز بيت هيجسيث، الذي يريد ترامب أن يشغل منصب وزير الدفاع، وروبرت ف. كينيدي جونيور، المتشكك في اللقاحات الذي يريده أن يدير وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
وفي الواقع، قد يضطر أعضاء مجلس الشيوخ لتحدي ترامب في اختيار واحد ضمن إدارته، إلا أنهم لن يكونوا قادرين على معارضته في جميع الاختيارات.
ولكن الأمر بالنسبة لترامب أكثر من كونه مجرد اختيار لمسؤول في حكومة، إذ يعكس ثقته بنفسه وتوازن القوى في الكونغرس الجديد، وضمان دعم مجلس الشيوخ الجمهوري له.
من هو مات غيتز؟
هو قانوني حصل على شهادته في القانون ولم يعمل بها، ولكنه مارس القانون لقترة قصيرة في فلوريدا قبل دخوله عالم السياسة.
ويُعرف عن غيتز ولاءه لترامب منذ فترة طويلة، وكان أحد المنتقدين لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وكلاهما سيشرف عليه كمدع عام إذا أكد مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون تعيينه.
ومن المقرر أن يحل غيتز محل المدعي العام، ميريك جارلاند، إذا تم التصديق على اختياره.
وكان اختيار ترامب لغيتز في هذا المنصب بمثابة مفاجأة، وتعجب الكثيرون من أن الرئيس المنتخب سيوكل إليه مهمة قيادة أقوى وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية في البلاد.