فن

“إيد وود”.. أسوأ مخرج في تاريخ السينما

ارتبط اسم الأمريكي “إيد وود” بلقب أسوأ مخرج على الإطلاق، إذ يُنظر إليه بأنه أحد أسوأ المخرجين في تاريخ السينما.

ويربط الكثيرون بين هذا اللقب وود بسبب عدة عوامل أدت لضعف الأفلام التي يخرجها، ما جعله يستحق هذا اللقب بجدارة.

لماذا أصبح إيد وود أسوأ مخرج؟

وصف البعض وود الذي عمل في فترة ما قبل أفلام الفيديو، بأنه مخرج غير كفء، فكان يميل لإنجاز أفلامه بسرعة كبيرة بغض النظر عن الجودة.

واستغرق تصوير بعض أفلام وود ٣ أيام فقط، إذ كان يصوّر المشاهد لمرة واحدة فقط حتى ولو أخطأ الممثلون، وكانت تتم بميزانية ضئيلة للغاية، كما كان يمنح دور البطولة في أفلامه لأي شخص يرغب في تمويل الفيلم.

وأثّر التمويل الضعيف على إنتاج الأفلام ككل، الذي كان يظهر فيها بوضوح ضعف المؤثرات والإضاءات وفقر الديكورات، إلى جانب أداء الممثلين السيئ.

من ناحية أخرى، كتب وود أغلب السيناريوهات بنفسه، ما جعل سرد أفلامه مرتبكًا للغاية، بسبب الانتقال من فكرة لأخرى دون ربط واضح أو حبكة ملائمة، وينتج في النهاية عمل فاقد لأي قيمة فنية.

على الرغم من ذلك، لم يكن وود يتعامل مع أفلامه على أنها شيء تافه، بل كان يمتلك رؤية ويحاول تنفيذها، وتناول في أفلامه قضايا شائكة مثل المتحولين جنسيًا والميل لارتداء ملابس الجنس الآخر.

والمدهش أن أفلام وود جذبت قاعدة جماهيرية كبيرة، وذلك بسبب روح الدعابة التي غلفت بعضها مثل Plan 9 fro Outer Space والذي مُنح لقب أسوأ فيلم على الإطلاق.

ولكن من سوء حظ وود أن مسيرته المهنية تزامنت مع فترة صعود الأفلام ذات الميزانيات الضخمة والإنتاج ذو التكلفة المرتفعة في هوليوود.

ووضعته المقارنة في موقف سيئ، وبات النقاد يركزون بشكل أكبر على عيوبه الفنية والإخراجية.

إرث الماضي ربما كان وراء اللقب

عانى وود من مشكلات كبيرة في حياته ربما انعكست على إنتاجه السينمائي، فقد كان يميل لارتداء ملابس النساء مثلما عودته والدته التي كانت تحلم بإنجاب فتاة، وكان مدمن للكحول.

في أحد المرات عندما كان وود جنديًا في مشاة البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، نزل على أحد الشواطئ وهو مرتدي حمالة صدر وملابس نسائية تحت زيه العسكري.

ولكن وود كان شغوفًا بالفن ويحب الأفلام، وكان يستغل أي فرصة لإخراج فيلم سينمائي دزن الاهتمام بجودة التفاصيل، لدرجة أنه كان يوصف أحيانًا بأنه سيئ جدًا لدرجة أنه جيد.

وعندما تم تسريحه من الخدمة، حضر إلى أحد المهرجانات مرتديًا نصف امرأة ونصف رجل.

وبمجرد وصوله إلى هوليوود، أخرج فيلم “غليندا” وهو ذروة إخراجه، والذي لعب فيه معظم الأدوار الرئيسية.

ولكن بحلول سبعينيات القرن الماضي، انحدر إلى كتابة روايات رخيصة مثل: Night Time Lez وHell Chicks وPurple Thighs، وتصوير أفلام إباحية قصيرة.

وفي عام 1978، توفي عن عمر يناهز 54 عاماً بنوبة قلبية.

وعاد الاهتمام بوود مرة أخرى بعد وفاته في عام ١٩٩٤، عندما تم إصدار فيلم عن سيرته الذاتية للمخرج تيم بيرتون، والذي سلط الضرء على شخصيته وأعماله الفنية.