أحداث جارية سياسة

هل حققت القمة العربية الإسلامية بالرياض أهدافها؟

البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية.. أبرز النقاط الرئيسية

توجهت الأنظار، أمس الإثنين، نحو القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض، لبحث تطورات الأوضاع في غزة ولبنان.

وطالبت القمة في بيانها الختامي المجتمع الدولي بضرورة وقف الحرب وضمان حماية المدنيين في غزة ولبنان وصياغة حل سريع لإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة، انطلاقًا من مبدأ حل الدولتين.

ولكن هل نجحت القمة في تحقيق أهدافها؟

يقول المستشار في المركز المصري للفكر والدراسات، الدكتور محمد مجاهد الزيات، إن أهم منجزات القمة هو أنها أعادت التأكيد على ثوابت الموقف، العربي والفلسطيني.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” على قناة الإخبارية، أن القمة ألغت جميع مبررات الانقسام تحت دعاوى مقاومة أو استسلام، وتؤكد على أن السلطة الفلسطينية هي الطرف الرئيسي الموجود.

وتابع: “هذا عودة إلى الطبيعة أو إلى الأمور الحقيقية التي يمكن أن تساعد على موقف فلسطيني متماسك وموحد تستطيع أن تواجه به المشروعات المطروحة”.

وأكد الزيات أن الموقف العربي والإسلامي عندما يتماسك يكون عقبة في وجه كل من يريد أن يتحدث حول إعادة تشكيل المنطقة.

واستكمل: “لعل حديث ترامب وحرصه على دمج الاحتلال في المنطقة والعالمين العربي والإسلامي خلال فترة رئاسته الأولى من خلال السلام الإبراهيمي الذي طرحه، هذا الموقف في القمة يقول إن أي توجه نحو إقامة علاقات أو سلام مع إسرائيل مرهون بإقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين وهو النص الذي ورد في صفقة القرن الذي تم طرحها بصورة مشوهة من قبل”.

وقال الزيات إن القمة تمثل عودة مرة أخرى للتأكيد على ثوابت ضرورة وجود دولة فلسطينية لها سيادتها، وتربط بين الضفة والقطاع، وتقف ضد مشروعات نتنياهو للاستحواذ على الضفة والقضاء على قطاع غزة.

كلمة الرئيس الفلسطيني في القمة

قال الزيات إن توجيه رسالة خلال القمة للرئيس دونالد ترامب كان توجيهًا ذكيًا، إذ إن الإدارة الحالية كانت صاحبة أداء سيئ، ولم تتمكن من تحقيق أيضًا مما وعدت به بشأن وقف إطلاق النار على مدى عام كامل، وبالتالي فهو توجه لمن سيكون بيده اتخاذ القرار.

وأضاف: “أعتقد أن نجاح المملكة في حشد هذا التحالف، الدولي الكبير والذي توالى من خلال تشكل اللجنة السداسية والمنتدى الدولي إلى عقد القمة العربية والإسلامية ثم التحالف الإفريقي مع جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي، يمثل ضغطًا كبيرًا على الإدارة الأمريكية القادمة”.

واستطرد الزيات: “وأعتقد أن الإدارة الأمريكية إذا كانت معنية بتحقيق الاستقرار لدعم المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى، وهو ما طرحه الرئيس ترامب في حديثه وهو أن المصالح الأمريكية تأتي أولًا، لن يتحقق سوى بالاستقرار، ولذلك فعليها أن تتجاوب مع تلك الضغوط”.

وقال: “نحن أمام واقع جديد وموقف عربي وإسلامي متماسك، يقول إن لدينا رؤية أخرى تتركز على نقاط كانت جوهر البيان الختامي الذي صدر”.

جهود المملكة في القضية الفلسطينية

من جانبه، قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور عايد المناع، إن الجهد السعودي متميز في هذا الجانب، ومن ثم الجهد الخليجي والمصري والأردني.

وأضاف أن القمة الماضية في العام الماضي وضعت الأساس للدعوة إلى وقف إطلاق النار واللجوء إلى الحل السياسي، لكن إسرائيل لم تقبل بذلك وواصلت عدوانها.

وتابع المناع: “نعم حماس قامت بالهجوم على ما يُعرف بغلاف غزة، ولكن رد الفعل الإسرائيلي لم يكن عملية ثأرية، ولكن عملية انتقامية وهذه هي الخطورة”.

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف محو الهجوم الفلسطيني والدليل على ذلك وجود أكثر من 43 ألف قتيل، ولذلك العالم اليوم يحي الإدارة السعودية لأن موقفها كان حقيقي.

وشدد على أن ربط السعودية بين الاعتراف بفلسطين وحل الدلوتين وإقامة دولة فلسطينية بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، أقوى ألف مرة من الصواريخ التي ربما لا تصل إلى أهدافها.

واستكمل: “لذلك مطلوب من أصدقاء العرب وفلسطين الضغط على القوة المؤثرة على الاحتلال وهي الولايات المتحدة الأمريكية”.

ولفت المناع إلى أن التطرف هو ما ساهم في خلق إسرائيل، وهو ما أدى لخلق جماعات متطرفة في المقابل للتصدي لها.

وقال: “لولا هذا التحالف الدولي ومنه الدول العربية لكانت داعش تمددت ووقتها لم تكن إسرائيل ستشعر بالأمان، ولذلك فوقف هذا التطرف لن يحدث طالما أن القضية الفلسطينية لم تُحل، لأنها أصبحت قضية كرامة للعالم العربي والعالم الحر”.

وأضاف: “نحن لم نطلب سوى قرارات شرعية وحق الفلسطينيين، وخصوصًا القرار رقم 181 لسنة 1947، والذي نص على تقسيم فلسطين لجزأين وأعطى نسبة أكبر للإسرائيليين حوالي 53%، و37% للفلسطينيين، وهذا حتى لم يتحقق”.

التحرك الدبلوماسي السعودي

يقول الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور علي العنزي، إن سلطات الاحتلال منذ عام النكبة إلى حرب 1973 إلى احتلال بيروت 1882، لم تكن تقلق من التحركات العربية الدبلوماسية.

وأضاف في حواره مع “هنا الرياض”: “ما كان ينقص الجهود العربية هو التحرك الدبلوماسي الفاعل، كان هناك مواجهات عسكرية وانتصر العرب في حرب 1973، ولكن الآلة الدبلوماسية في ذلك الوقت لم تكن فاعلة”.

وتابع العنزي: “لذا تحركت المملكة منذ العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، من خلال دبلوماسية نشطة ومن وقتها لم تهدأ لشرح القضية الفلسطينية”.

وقال إن الإعلام أثر في الرأي العام العالمي وشاهدنا ما حصل في هولندا والمظاهرات في كل أرجاء أوروبا والولايات المتحدة، وهذا التحول في الرأي العام لتأييد القضية الفلسطينية سيكون عامل ضغط على الحكومات الغربية التي تدعم سلطات الاحتلال.

وأشار العنزي إلى أن إسرائيل قلقة جدًا من تحركات المملكة لسببين، الأول هو مدى تأثير المملكة على المشهدين الإقليمي والدولي خصوصًا أنها عندما تدعو إلى قمة فالكل يحضر.

واستكمل: “ورأينا في القمم خلال عام واحد منذ اندلاع أزمة غزة إلى اليوم، عُقدت قمتين عربية وإسلامية، بالإضافة إلى كل القمم التي عُقدت في المملكة والتي كان بيانها الختامي يدعم القضية الفلسطينية”.