أعلنت إسرائيل عن مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف في 17 سبتمبر الماضي مئات من أجهزة الاتصال المحمولة «البيجر»، التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف من المدنيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع لمجلس وزراء حكومته، إن «عملية البيجر» تمت بهدف ضرب حزب الله مباشرة عبر استهداف أجهزة الاتصال الخاصة به، مشيرًا إلى أن العملية تم تنفيذها رغم معارضة كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والقيادة السياسية. وأضاف أن العملية أسفرت عن القضاء على زعيم حزب الله، حسن نصر الله.
الهجوم أسفر عن سلسلة من الانفجارات العنيفة التي استهدفت أجهزة «البيجر» وأجهزة الاتصال اللاسلكي لحزب الله، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا، بينهم أطفال، وإصابة نحو 3000 آخرين، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الصحية اللبنانية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، صرح في اليوم التالي للهجوم بأن الجيش الإسرائيلي حقق نتائج ممتازة بالتعاون مع جهاز الشاباك والموساد، مؤكداً نجاح العملية.
الاعتراف الإسرائيلي جاء بعد تسريب هذه التصريحات لوسائل الإعلام، ليكون أول تأكيد رسمي من الحكومة الإسرائيلية بشأن مسؤوليتها عن الهجوم، وهو ما فسره بعض المراقبين على أنه انتقاد ضمني للقيادة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، بما في ذلك وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، الذي أُقيل هذا الأسبوع من منصبه.
من جهة أخرى، يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية سلسلة من التحقيقات الجنائية تشمل تسريبات مزعومة لتقارير استخباراتية مزيفة لوسائل الإعلام الدولية. وهو ما ينفي مكتبه ارتكاب أي مخالفات في هذا الصدد.
إسرائيل تحذر مواطنيها
وفي تطور آخر، تزامن الاعتراف الإسرائيلي مع الهجمات المعادية التي تعرض لها مشجعو كرة القدم الإسرائيليون في هولندا الأسبوع الماضي، أثناء مشاجرة مع متظاهرين عرب في أمستردام. وقال نتنياهو إن “إسرائيل لن تسمح أبدًا بتكرار فظائع التاريخ”، مؤكدًا على أن هناك “خطًا واضحًا يربط بين الهجومين المعاديين للسامية ضد إسرائيل في هولندا، والهجوم العنيف ضد المواطنين الإسرائيليين في شوارع أمستردام”.
وفي ظل هذه الأوضاع، أصدرت إسرائيل تحذيرًا لمواطنيها بشأن المخاطر التي قد يواجهونها في الخارج، داعية إياهم لتجنب حضور الفعاليات الرياضية والثقافية التي تشمل مشاركين إسرائيليين.
وأوضح «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي في تنبيه عام أن هناك دعوات لاستهداف الإسرائيليين واليهود تحت ستار الاحتجاجات والتظاهرات، محذرًا من احتمال حدوث هجمات مماثلة في بلجيكا والمملكة المتحدة وفرنسا. كما نصح المجلس المواطنين بتوخي الحذر وتجنب إظهار الرموز الإسرائيلية أو اليهودية في الأماكن العامة، بما في ذلك تجنب مباراة كرة القدم المقبلة بين فرنسا وإسرائيل في باريس.