سياسة

أوكرانيا تشن أكبر هجوم على موسكو منذ اندلاع الحرب

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم أسفر عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل، بينما أُجبر أكثر من 36 رحلة جوية على تغيير مسارها لتجنب منطقة الهجوم، لكنها عادت للعمل بعد انتهاء الحادثة

شنت أوكرانيا اليوم الأحد أكبر هجوم على موسكو منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، بواسطة طائرات بدون طيار.

ووفقاً للتقارير، فقد استخدمت أوكرانيا ما لا يقل عن 34 طائرة بدون طيار في هذا الهجوم، ما أدى إلى تحويل مسارات الطائرات المدنية في ثلاثة من المطارات الرئيسية في موسكو، وهي دوموديدوفو، شيريميتيفو، وجوكوفسكي.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم أسفر عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل، بينما أُجبر أكثر من 36 رحلة جوية على تغيير مسارها لتجنب منطقة الهجوم، لكنها عادت للعمل بعد انتهاء الحادثة.

التصدي للهجمات في مختلف المناطق الروسية

لم تقتصر الهجمات على العاصمة فحسب؛ فقد شهدت مناطق أخرى في غرب روسيا هجمات بطائرات مسيرة، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت 50 طائرة بدون طيار إضافية.

وأوضحت “الدفاع الروسية أن محاولة نظام كييف تنفيذ هجوم باستخدام طائرات بدون طيار على الأراضي الروسية تم إحباطها بفضل الدفاعات الجوية”، مشيرةً إلى أن كييف تسعى لتصعيد الهجمات بشكل أكبر، فيما يراه البعض رداً على الضربات المتكررة التي تتعرض لها من الجانب الروسي.

ارتفاع وتيرة الهجمات

من جانبها أفادت أوكرانيا أن روسيا أطلقت 145 طائرة بدون طيار على أراضيها في الليلة ذاتها، وهو رقم قياسي في الحرب.

وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط 62 طائرة من الطائرات الهجومية، كما أفادت بمهاجمتها ترسانة روسية في منطقة بريانسك، حيث تم تدمير 14 طائرة بدون طيار. وأظهرت بعض المقاطع المصورة، التي انتشرت على قنوات التواصل الاجتماعي الروسية، مشاهد لطائرات مسيرة وهي تحلق في سماء موسكو.

دور الطائرات بدون طيار في الصراع

لعل أحد أبرز مظاهر الحرب الدائرة هو الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار، حيث أصبحت هذه الطائرات عنصراً أساسياً في استراتيجيات كلا الطرفين، خاصة أن الجبهة التي تمتد لمسافة 1000 كيلومتر تشبه إلى حد كبير حرب الخنادق والمدفعية من حيث طبيعتها.

وتستخدم روسيا وأوكرانيا طائرات بدون طيار بطرق مبتكرة، بهدف تحقيق تفوق تكتيكي على الآخر، كما حول الطرفان الطائرات التجارية البسيطة إلى أدوات قتالية، وأصبح كل منهما يسعى إلى تحسين قدرات التشويش على الطائرات واستخدام الأسلحة المضادة.

مظلات موسكو

على الرغم من تصاعد التوترات، لم تظهر أي علامات للذعر في موسكو، التي تشهد تعقيدات كبيرة في شبكة الدفاعات الجوية، فقد طورت روسيا “مظلات” إلكترونية فوق العاصمة، لحمايتها من الهجمات الجوية.

ويُذكر أن روسيا خصصت مبالغ ضخمة لتعزيز أنظمة الدفاع في موسكو وغيرها من المناطق الحيوية، وهي استراتيجية تعكس الأهمية الكبيرة للعاصمة الروسية كرمز للقوة السياسية والاقتصادية، خاصة وأن موسكو قد شهدت ازدهاراً كبيراً خلال الحرب، بفضل إنفاق دفاعي غير مسبوق منذ الحرب الباردة.

رد فعل روسيا

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجمات الأوكرانية بالطائرات بدون طيار بأنها “إرهابية” تستهدف البنية التحتية المدنية.

وأشار بوتين إلى استهداف محطات الطاقة والبنية التحتية الحساسة في البلاد، مؤكدًا أنه سيستمر في الرد على الهجمات، وأوضح أن استخدام الطائرات بدون طيار بشكل متزايد هو جزء من استراتيجيات الحرب الحديثة.

الفصل الأخير

تأتي هذه التطورات وسط تقارير تشير إلى أن الحرب الأوكرانية قد تكون في فصلها الأخير، في ظل تقدم قوات موسكو في مناطق عدة بوتيرة هي الأسرع منذ بدء النزاع، وزيادة حدة التوترات على الأرض.

ويتزامن ذلك مع فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع الأوكراني في غضون 24 ساعة، ما أثار تساؤلات حول مدى قدرته على تحقيق هذا الهدف.

المصدر:

Reuters