سياسة

رؤساء أمريكيون فازوا بالانتخابات رغم خسارتهم التصويت الشعبي

على مدار تاريخ الانتخابات في الولايات المتحدة، كان عادة ما يفوز الرؤساء بأصوات المجمع الانتخابي وكذلك تصويت الناخبين.

ولم يُستثنى من هذا الأداء سوى 5 رؤساء فقط، إذ تمكّن هؤلاء من الوصول للبيت الأبيض رغم خسارتهم للأصوات الشعبية.

ويرجع ذلك إلى طبيعة العملية الانتخابية الأمريكية التي يغلب عليها التعقيد بعض الشيء، إذ إنها لا تعتمد على التصويت المباشر في إعلان الرئيس الفائز بل تكون مرهونة بمن يحصل العدد الأكبر من أصوات “المجمع الانتخابي”.

والمجمع الانتخابي هيئة مكونة من 535 عضوًا يشكلون عدد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب مجتمعين، بالإضافة إلى 3 أعضاء عن ولايات أخرى.

ويتم تمثيل كل ولاية بعدد أعضاء مختلف في المجمع الانتخابي، ويفوز المرشح الذي يتفوق على منافسه حتى ولو بفارق ضئيل في التصويت الشعبي، بجميع أصوات الولاية الممثلة في المجمع الانتخابي.

ويتطلب فوز المرشح الحصول على 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي على الأقل، بغض النظر عن حجم التصويت الشعبي الذي حظي به.

وهناك 5 رؤساء فقط تمكنوا من الفوز بالرئاسة من خلال أصوات المجمع الانتخابي فقط دون التصويت الشعبي.

جون كوينسي آدامز – 1824

في هذا العام، تنافس جون كوينسي آدامز على كرسي الحكم مع 3 مرشحين آخرين وهم: أندرو جاكسون وويليام كروفورد وهنري كلاي، وكان جميعهم أعضاء في نفس الحزب الجمهوري الديمقراطي.

وفي هذه الانتخابات حصل آدامز على 84 صوتًا في المجمع الانتخابي، وجاكسون على 99 صوتًا، وكروفورد على 41 صوتًا  وكلاي على 37 صوتًا.

وينص قانون الانتخابات والدستور الأمريكي على أنه حال إخفاق أي من المرشحين في الحصول على الأغلبية المطلوبة – 270 صوتًا انتخابيًا حاليًا – من الهيئة الانتخابية، فإن مجلس النواب يتولى مهمة اختيار رئيس للولايات المتحدة.

ووقتها اختار النواب آدامز لمنصب رئيس الولايات المتحدة، والذي عين بدوره كلاي وزيرًا للخارجية.

رذرفورد ب. هايز – 1876

كان مجلس النواب هو الفيصل أيضًا في هذه الانتخابات التي لم تُحسم بالتصويت الشعبي أو بأصوات المجمع الانتخابي.

وانحصرت المنافسة بين الجمهوري رذرفورد ب. هايز والديمقراطي صموئيل تيلدن، وكان سباق شرس للغاية.

وبفرز الأصوات حصل تيلدن على 184 صوتًا انتخابيًا بفارق صوت واحد فقط عن الأغلبية المطلوبة، وحصل هايز على 165 صوتًا.

وظل 20 صوتًا تابعًا لولايات فلوريدا ولويزيانا وساوث كارولينا محل نزاع، وادعى كل معسكر أن تلك الأصوات من حق مرشحه.

ولحل هذه المشكلة تم تشكيل لجنة انتخابية فيدرالية من الحزبين تتألف من ممثلي مجلس النواب وأعضاء مجلس الشيوخ وقضاة المحكمة العليا.

وصوتت اللجنة بأحقية هايز الذي خسر التصويت الشعبي، في الأصوات الانتخابية المتنازع عليها ليحقق 185 صوتًا مقابل 148 لتيلدن.

بنجامين هاريسون – 1888

تنافس في هذا العام كلا من الديمقراطي جروفر كليفلاند، والجمهوري بنجامين هاريسون، ولكنها انتخابات غلب عليها طابع الفساد.

وتبادل الحزبان الاتهامات بمحاولة تقديم رشاوى للناخبين للتصويت لكل حزب، وبنهاية التصويت تقدم كليفلاند في الجنوب بينما فاز هاريسون بالشمال والغرب.

وحصل كليفلاند على 90 ألف صوت شعبي، ولكنه خسر في التصويت الانتخابي الذي حصل فيه على 168 صوتًا مقابل 233 صوتًا لهاريسون.

وبعد أربع سنوات، عاد كليفلاند وهزم هاريسون، ليصبح الرئيس الأمريكي الأول والوحيد الذي يخدم فترتين غير متتاليتين.

جورج دبليو بوش – 2000

تنافس في هذه الانتخابات كلا من المرشحان الجمهوري جورج دبليو بوش نجل الرئيس السابق، والديمقراطي آل جور الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس بيل كلينتون.

ومع بداية الفرز في يوم التصويت، أبدى المرشحان تقاربًا كبيرًا في 3 ولايات هم أوريغون ونيومكسيكو وفلوريدا، وباستمرار الفرز فاز آل جور بأول ولايتين ليترك مصير الانتخابات معلقًا بفلوريدا.

وكان السباق في فلوريدا متقاربًا للدرجة التي دفعت لإعادة فرز الأصوات، وفي النهاية أعلنت حاكمة الولاية فوز بوش، ولكن جور لم يوافق على تلك النتيجة وأقام دعوى قضائية أيدته وقتها المحكمة العلياولكن بعد استئناف بوس تم إعلان فوزه.

ووقتها حصل بوش على 271 صوتًا من المجمع الانتخابي، مقابل 266 لآل جور.

دونالد ترامب – 2016

على الرغم من أن هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون ومنافسة دونالد ترامب في الانتخابات 2016، حصلت على 2.8 مليون صوتًا إضافيًا في التصويت الشعبي، إلا أن الديمقراطي فاز بأصوات المجمع الانتخابي.

وفي حين أن كلينتون تقدمت في الولايات الكبرى مثل كاليفورنيا ونيويورك، إلا أن ترامب حق نتائج أفضل في الولايات الحاسمة مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

في النهاية، ربما خسر ترامب التصويت الشعبي بالملايين، لكنه فاز في المجمع الانتخابي بشكل مقنع بحصوله على 304 أصوات انتخابية مقابل 227 صوتا لكلينتون.

المصدر: history