فرض سلوك الرئيس السابق، دونالد ترامب، في أعقاب انتخابات 2020، حالة من التخوف بين الناخبين من تداعيات خسارته المحتملة للانتخابات الرئاسية التي انطلقت اليوم.
وبعد أن خسر ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن قبل 4 سنوات، سادت حالة من العنف على أثر رفض الرئيس السابق تسليم السلطة والتشكيك في نتائج الانتخابات.
وفي ظل هذا التاريخ السيئ، تتزايد التساؤلات حول احتمالية تكرار نفس السيناريو في انتخابات 2024 حال خسارة ترامب.
ورغم مرور 4 سنوات لم يعترف ترامب بخسارة الانتخابات في 2020، وقاله إنه من غير المرجح أن يعترف بنتائج الانتخابات الحالبية إذا خسر.
وطوال الفترة الماضية، رسخ ترامب للكثير من ادعاءات التزوير الخاصة بالانتخابات، وكرر أن الطريقة الوحيدة التي يمكن لكامالا هاريس الفوز بها هي الغش.
الطعن على نتائج التصويت
يتوقع بعض نشطاء حقوق التصويت أن يُقيم حلفاء ترامب دعاوى قضائية للطعن في نتائج الانتخابات، حتى قبل انتهاء فرز الأصوات.
وتتوافق استعداداتهم مع العملية المنظمة للغاية على الجانب الآخر، بما في ذلك الدعاوى القضائية المرفوعة في الولايات المتأرجحة من قبل اللجنة الوطنية الجمهورية وأتباع ترامب.
وتركّز بعض الدعاوى القضائية على المراقبة غير الجيدة من قبل مسؤولي الانتخابات على قوائم الناخبين، أو السماح لغير المؤهلين بالتصويت.
وفي حين أن معظم هذه الادعاءات تم تكذيبها، إلا أن الغرض منها كان إثارة البلبلة وترسيخ رواية من شأنها تنزع ثقة الناخبين في العملية الديمقراطية.
زرع الشك بين الناخبين
لا يمكن إنكار أن روايات ترامب وحلفائه تسببت في حالة من الشك بين الناخبين، وخصوصًا فيما يخص ولاية بنسلفانيا التي قال الرئيس السابق إنها تغش في الانتخابات بشكل واضح.
ولكن ترامب في نفس الوقت لم يقدم أي دلائل ملموسة حول الطريقة التي كانت تغش بها الولاية، أو حتى ما يفيد بأن قانون الولاية يحظر فتح بطاقات الاقتراع قبل يوم الانتخابات.
وركز على مقاطعة لانكستر، بعد أن قال مسؤولون هناك إنهم يحققون في دفعة مكونة من 2500 طلب تسجيل للناخبين بسبب احتمال وجود احتيال.
ويقول المسؤولون إن هذا لا يُعد دليلًا على الغش، بل بالعكس فإنه يعني أن المسؤولين يقومون بدورهم في تطبيق النظام.
من ناحية أخرى، سخر الملياردير إيلون ماسك منصة X للترويج لمزاعم مفادها أن المهاجرين ربما يصوتون بشكل غير شرعي في الانتخابات.
وبالفعل تم تداول مقطع فيديو على نطاق واسع يُظهر مهاجرين هايتيين وهم يدلون بأصواتهم بشكل غير قانوني في جورجيا، ولكن تم إثبات أنه تضليل من جانب روسيا فيما بعد.
عرقلة التصديق على الانتخابات
من الوارد أن تُلقي تلك المزاعم بظلالها على رد فعل المسؤولين المحليين على الانتخابات، إذ من المرجح أن يرفضون التصديق على النتائج.
كانت عملية التصديق على النتيجة في السابق مجرد عمل انتخابي بيروقراطي روتيني غالبًا ما يتم تجاهله، ويقوم به مسؤولون ذوو مكانة منخفضة.
وكان ترامب وحاشيته مارسوا ضغوطًا قوية على هؤلاء المسؤولون في عام 2020 لعدم التصديق على الانتخابات، ولكن هذه الجهود ذهبت سُدى.
وبحسب تقديرات منظمة “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق”، فإن 35 مسؤولًا رفضوا التصديق على الانتخابات منذ عام 2020، وهو مسؤولون عن التصديق على الانتخابات الحالية.
ومن المؤكد أن الذين يرفضون التصديق على النتيجة سيواجهون تحديات قانونية.
أعمال الشغب
كان من أبرز التداعيات السلبية لخسارة ترامب في الانتخابات الماضية، هي أعمال الشغب التي اندلعت في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، والتي كان الغرض منها منع التصديق على فوز بايدن.
وكان من بين الذين قادوا تلك الفوضى أفرادًا ينتمون إلى جماعات يمينية لها باع في المواجهات العنيفة مع الشرطة والنشطاء اليساريين.
كما قال أعضاء مجموعة “براود بويز”، إنهم يخططون للعودة إلى الشوارع حال خسر ترامب الانتخابات الحالية.
وأظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي أن أغلبية كبيرة من الأميركيين يخشون أن تكون انتخابات عام 2024 أيضا مثيرة للعنف.
ولذلك تأخذ الشرطة المحلية احتياطاتها بإقامة الحواجز حول المنشآات الرئيسية في العاصمة واشنطن، ومن بينها مبنى الكابيتول والبيت الأبيض ومقر إقامة كامالا هاريس.
ولا تستبعد السلطات أن تولّد نتائج الانتخابات احتجاجات ضخمة في مختلف أنحاء البلاد، ولذلك فهي في كامل استعدادها للتعامل مع أي طارئ.
المصدر: Telegraph