على مدار عقد من الزمن، جمعت جامعة تشابمان من خلال استطلاع للرأي بيانات حول أعظم مخاوف الأمريكيين في نفس التوقيت من كل عام بالتزامن مع عيد الهالوين.
وتشمل تلك المخاوف جوانب متنوعة مثل الحرب البيولوجية والفساد والأسلحة النووية وغيرها.
وعلى مدار نحو 10 سنوات، قدم مؤلفو الدراسة عدة ملاحظات حول تغير عقلية البالغين في الولايات المتحدة.
أكبر المخاوف بين الأمريكيين
على مدار سنوات المسح، تصدر الفساد قائمة أكبر المخاوف الأمريكية، إذ يخشى الأمريكييون من فساد المسؤولين الحكوميين.
وفي عام 2024، أبلغ نحو ثلثي المشاركين عن مخاوفهم من هذا الاحتمال، بإجمالي 65% من المستطلعين.
وتراجع الخوف من الفساد من الذروة التي بلغت 79.6% من المشاركين الذين أبدوا تخوفاتهم من نفس الاحتمال بين عامي 2020 و2021.
ويحتل هذا الخوف مرتبة أعلى من المخاوف الشخصية من فقدان أحد الأحباء أو إصابتهم بمرض خطير.
ولا يقتصر الخوف من الفساد على المسؤولين الحكوميين فقط، بل إنه يمتد إلى السياسات المحلية والولاء.
ويقول المحللون إن هذا التخوف ربما ينبع من انجذاب الأمريكيين للخطاب الشعبوي الذي ينتقد السياسيين المحترفين والمؤسسات السياسية، بما يعزز من فقدان الثقة.
نتائج الانتخابات الرئاسية
ولم يحتل الخوف من نتائج الانتخابات المقبلة مركزًا بين أعلى 10 مخاوف في عام 2024، ولكن أكثر من نصف المستجيبين (حوالي 51.6%) أبدوا مخاوفهم من هذا الاحتمال.
وكان الديمقراطيون هم الأكثر تخوفًا من نتائج الانتخابات الرئاسية بنسبة 56%، ثم المستقلون بنسبة 54%، ثم الجمهوريين بنسبة 50.4%.
ويرجح المحللون أن تلك المخاوف ربما تتعلق أيضًا بالخوف من الفساد، إلى جانب الخوف من الاضطرابات المدنية بنسبة 48.6% من المستجيبين، والخوف من الإطاحة بالحكومة الأمريكية بنسبة 39.4%.
الأحداث العالمية الأخيرة
يقول رئيس وأستاذ علم الاجتماع بجامعة تشابما، كريستوفر بادر، إن الأحداث العالمية الأخيرة زادت من المخاوف المتعلقة بالحرب والهجمات الإرهابية.
وسيطرت المخاوف المتعلقة بالحرب على 6 مخاوف من العشرة الأوائل، ومن بينها استخدام روسيا للأسلحة النووية وتورط الولايات المتحدة في حرب عالمية.
كما تشمل المخاوف كوريا الشمالية للأسلحة النووية والهجمات الإرهابية والإرهاب السيبراني والحرب البيولوجية.
وكانت هناك زيادة في المستويات العامة للخوف المبلغ عنها بين عامي 2015 و2024.
وفي حين أن 50% من المستجيبين في عام 2015 كانوا يبدون تخوفات من الخوف الأول، إلا أنه بحلول عام 2018 كانت نفس النسبة من المستجيبين تشعر بالمخاوف العشرة الأولى.
ويُرجع “بادر” هذا التحول نتيجة لاختلاف مصادر المعلومات التي يستخدمها الأمريكيون، إذ تعمل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية على إظهار مخاوف الشخص له.
ومن خلال الخوارزميات، يتم تغذية الناس بمخاوفهم، ما يزيد من مستوى الخوف العام لدى الناس.
وبينما تُشير القائمة إلى مخاوف جادة وعقلانية، هناك بعض المخاوف الأخرى التي يمكن اعتبارها مبالغ فيها مثل خوف بعض الأشخاص من أن يقتلهم شخص غريب بنسبة 33.3%.
كما عبّر 22.2% من المستجيبين عن مخاوفهم من أن يقتلهم شخص يعرفونه.
يُذكر أنه تم إجراء الاستطلاع على عينة قوامها من 1000 إلى 1500 من المستجيبين البالغين (فوق 18 عامًا)، لقياس مدى تخوفهم من أكثر من 85 تخوفًا.
المصدر: Statista