يبدو أن الصين قامت ببناء حاملة طائرات جديدة وغير عادية، ما أثار فضول الخبراء مع احتمال أن تكون هذه السفينة الأولى من نوعها والتي قد تزيد من القوة البحرية المتوسعة بسرعة لبكين.
تظهر صور الأقمار الصناعية من Planet Labs سفينة ذات سطح مسطح مفتوح كبير قيد الإنشاء في حوض بناء السفن الدولي في قوانغتشو على جزيرة لونغشوي في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية.
حاملة طائرات محتملة
وقال توماس شوجارت، قائد الغواصات السابق في البحرية الأميركية والزميل الحالي في مركز الأمن الأميركي الجديد، إن “حاملة الطائرات الجديدة المحتملة هذه لها شكل وحجم غير عاديين إلى حد ما ــ أصغر كثيرا من حاملات الطائرات البحرية الصينية السابقة”.
لكن السفينة أصغر حتى من سفن الهجوم البرمائية من طراز 075 التي تستخدمها البحرية الصينية، مما يشير إلى أن الصين قد تبني أول “حاملة طائرات مدنية ظاهريًا في العالم كسفينة أبحاث محيطية من نوع ما”، كما أضاف شوجارت.
وكان موقع The War Zone أول من أعلن عن وجود السفينة الجديدة.
وتعمل الصين على إنتاج سفن حربية متقدمة بوتيرة محمومة، تضاهي في كثير من الأحيان تكنولوجيا حاملات الطائرات الأميركية.
توجهت حاملة الطائرات “فوجيان” – أكبر وأحدث وأقوى حاملة طائرات صينية حتى الآن – إلى البحر لإجراء تجاربها الأولى في وقت سابق من هذا العام، حيث يقول الخبراء إنها قد تنضم إلى أسطول بحرية جيش التحرير الشعبي بحلول عام 2026.
وتتفوق حاملة الطائرات التي يبلغ وزنها 80 ألف طن على حاملتي الطائرات النشطتين التابعتين للبحرية الصينية، شاندونغ التي يبلغ وزنها 66 ألف طن ولياونينج التي يبلغ وزنها 60 ألف طن، مما يضعها في فئة حاملات الطائرات العملاقة.
ولا يوجد سوى البحرية الأميركية التي تدير حاملات طائرات أكبر من فوجيان.
الاندماج البحري
وأحرزت الصين أيضًا تقدمًا سريعًا في بناء أكبر سفينة هجومية برمائية في العالم، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن.
وقال المركز في تحليله لصور الأقمار الصناعية إن سطح الطيران الخاص بالطائرة التي أطلق عليها اسم طراز 076 يمتد على مساحة 260 مترا تقريبا في 52 مترا، أي ما يزيد على 13500 متر مربع.
تم بناء حاملة الطائرات “فوجيان” والطراز 076 في شنغهاي، وهما درة تاج التوسع العسكري الذي شهد قيام بكين بتنمية بحريتها لتصبح الأكبر في العالم، مع أكثر من 340 سفينة حربية باسمها.
ولكن بناء سفينة جديدة من نوع حاملة الطائرات في جنوب الصين يمكن أن يشير إلى تحول آخر نحو “استراتيجية الاندماج العسكري المدني التي تتبناها بكين والتي تستخدم أشياء مثل السفن المدنية العسكرية ذات الاستخدام المزدوج”، كما قال شوجارت، قائد الغواصات السابق.
وقال كارل شوستر، المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشترك التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، إن السفينة “قد توفر إضافة منخفضة التكلفة للقدرات التشغيلية للبحرية الصينية في بيئة منخفضة التهديد وقدراتها اللوجستية”.
وقال شوستر إنه نظرا لبنيتها الخفيفة، فإن السفينة قد تعمل كحاملة طائرات هليكوبتر أو طائرات بدون طيار لخفر السواحل الصيني، الذي يتم نشره بشكل متزايد كقوة شبه عسكرية.
وأضاف شوستر أن “امتلاك منصة طيران من شأنه أن يوسع قدرات المراقبة (لخفر السواحل) في المياه البعيدة في جنوب بحر الصين الجنوبي وربما شرق تايوان”.
أول تمرين لحاملتين
وفي معرض آخر للقوة البحرية المتنامية للصين، أكملت حاملتا الطائرات لياونينج وشاندونغ أول مناورات لحاملتي طائرات مزدوجتين في أواخر أكتوبر، وفقا لوكالة أنباء شينخوا التي تديرها الدولة.
وأظهرت صورة جوية للتدريبات حاملتي الطائرات تبحران جنباً إلى جنب، مع طائرات مقاتلة في السماء وما لا يقل عن 11 سفينة دعم من مجموعات حاملة الطائرات الضاربة في أعقابهما.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن التدريبات التي أجريت في بحر الصين الجنوبي كانت “تهدف إلى تعزيز القدرة القتالية المتكاملة لتشكيلات حاملة الطائرات” وكانت “جزءا من التدريب القتالي الحقيقي المنتظم لتشكيل حاملة الطائرات لياونينغ في أعالي البحار”.
ووصف شوستر، القائد السابق في البحرية الأميركية، التدريبات بأنها “مؤشر آخر على القدرات البحرية المتنامية لجيش التحرير الشعبي الصيني”.
وقال إن “عمليات حاملات الطائرات المزدوجة تضيف مستوى آخر من التعقيد إلى عمليات الأسطول”، حيث مكّن التمرين الأسطول من اختبار المتطلبات اللوجستية وتنسيق الاتصالات بين السفن في الأسطول.
ونقلت صحيفة جلوبال تايمز الحكومية عن الخبير البحري الصيني سونغ تشونج بينج قوله إن التدريبات مكنت حاملتي الطائرات من “استكمال نقاط قوة كل منهما وتعزيز مزاياهما”.
وقال سونغ في تقرير جلوبال تايمز: “قد تكون لدى لياونينغ وشاندونغ أعداد مختلفة من الطائرات المحمولة، وسفن مرافقة مختلفة، وبالتالي قدرات مختلفة للدفاع الجوي، والحرب المضادة للغواصات، والعمليات المضادة للسفن”.