أحداث جارية سياسة

خطاب ترامب الأخير يُثير المخاوف من فترة رئاسية متطرفة

خطاب ترامب الأخير يُثير المخاوف من فترة رئاسية متطرفة

ركّز ترامب في خطاباته الأخيرة قبل أيام من انطلاق الانتخابات الأمريكية، على قضية المهاجرين التي يخشاها العديد من الأمريكيين في محاولة لكسب تأييد الناخبين.

ووعد ترامب بتنفيذ برنامج ترحيل واسع النطاق في اليوم الأول لعكس “غزو المهاجرين”.

وفي الوقت الذي كان أنصار ترامب يدافعون عنه ضد مزاعم الديمقراطيين بأنه شخص فاشي واستبدادي، خرج الرئيس السابق يوم الأحد الماضي ليلقي خطابًا اعتبره الكثيرون بأنه مؤشر على فترة رئاسية متطرفة حال هزم هاريس في 5 نوفمبر.

ووصف ترامب الولايات المتحدة بأنها “محتلة”، فيما عرض الديمقراطيون لافتات في الساحة التاريخية لمدينة نيويورك مكتوب عليها “ترامب مختل عقليًا” و”ترامب أشاد بهتلر”.

وتم الترويج لهذا التجمع الانتخابي ليكون بمثابة إطلاق المرحلة الأخيرة من محاولة ترامب لتحقيق واحدة من أعظم العودة في التاريخ السياسي الأمريكي بعد محاولاته لقلب نتيجة الانتخابات الأخيرة في 2020.

ماذا حدث خلال التجمع الانتخابي؟

قبل أن يُلقي ترامب خطابه في التجمع الانتخابي، ألقى بعض أنصاره خطابات وُصفت بأنها مبتذلة.

وكمثال وصف المرشح السابق للكونغرس، ديفيد ريم، هاريس بأنها “المسيح الدجال” و”الشيطان”، بينما هاجم آخرون هيلاري كلينتون و”المهاجرين غير الشرعيين” والمشردين.

كما وصف الممثل الكوميدي، توني هينتشكليف، بورتوريكو بأنها “جزيرة من القمامة”.

ولكن المتحدثة باسم حملة ترامب نفت في بيان لـCNN وقت لاحق صلة الحملة بتلك التصريحات وقالت إنها لا تُعبر عن ترامب.

ووفق ما أوردت CNN في تحليل، فإن خطاب ترامب كان مليئًا بالأكاذيب والمبالغات، وهو الشق الذي تعتمد عليه هاريس في جذب الناخبين إليها سواء من المعتدلين أو الجمهوريين الساخطين على الرئيس السابق.

ولكن الأمر قد يكون أيضًا لصالح ترامب والذي يعوّل على جذب المزيد من الناخبين الذين لا يدلون بأصواتهم عادة ولكنهم قد يميلون لسياسته المتشددة.

وأوضح هذا الخطاب أيضًا للناخبين الخيارات التي عليهم الاختيار بينها خلال الانتخابات المقبلة.

خطاب ترامب الأخير يُثير المخاوف من فترة رئاسية متطرفة
توني هينتشكليف ينتقد اللاتينيين وبورتوريكو في تصريحاته الافتتاحية لتجمع ترامب

كسب التأييد الشعبي

وتم وصف خطاب ترامب بأنه الأكثر ديماغوجية من قبل شخصية أمريكية بارزة في أي دولة غربية منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان خطاب ترامب محملًا أيضًا بالعديد من الحجج الاقتصادية التي دفعت لإحباط العديد من الأمريكيين الذين يعانون من تباطؤ التضخم.

وأطلق ترامب العديد من الوعود التي لعبت على آمال الناخبين بإنهاء ارتفاع الأسعار، وكذلك تطبيق الائتمان الضريبي لمقدمي الرعاية الأسرية الذين يعتنون بأحد الوالدين أو الأحباء.

وجاء هذا الوعد بعد أن أعلنت هاريس عن برنامجها للرعاية الصحية المنزلية.

وشكك ترامب في احتمالية الخروج من الأزمة الاقتصادية حال فوز ترامب، وهو الأمر الذي سيحدث عكسه بفوزه هو.

وخلال حملته الانتخابية الحالية ونظيرتها قبل 4 سنوات، ركّز ترامب على تصدير المهاجرين باعتبارهم أساس المشكلات الاقتصادية، وهو أمر اعتاد عليه زعماء اليمين المتطرف على مر التاريخ بحسب CNN.

قلق من مصير الأمة

عزز تصور ترامب بأن الرئيس لا بد أن يتمتع بسلطة مطلقة من المخاوف بأن البلاد على وشك أن تشهد مرحلة مصيرية.

وقال المرشح لمنصب نائب الرئيس، تيم والز، إن تجمع ترامب في وسط مانهاتن أشبه بالتجمع المؤيد للنازية في عام 1939 في نفس الموقع.

وقال حاكم ولاية مينيسوتا: “هناك تشابه مباشر مع تجمع كبير حدث في منتصف الثلاثينيات في ماديسون سكوير جاردن، ولا تعتقد أنه لا يعرف ولو للحظة واحدة ما يفعلونه هناك بالضبط.

وقللت تلك الأحداث الأخيرة من احتمالات قدرة ترامب على المنافسة في ولاية نيويورك، التي عادة ما يكون ولاؤها للمعسكر الديمقراطي.

وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة وجود تقارب كبير بين ترامب وهاريس، بعد أن صوت 40 مليون أمريكي مبكرًا شخصيًا أو عن طريق البريد.

المصدر: CNN