على مدار تاريخ الولايات المتحدة، تمتع كلا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بولاء دائم من قبل بعض الولايات والتي كانت مضمونة الأصوات في كل انتخابات بغض النظر عن هوية المرشح.
هذه الولايات لا تُغيّر ولاءها للحزب إلا في حالات ضعيفة ونادرة ومن بينها تغيير التركيبة السكانية.
ومنذ عام 2000، لم تغير 37 ولاية أمريكية ولاءها الحزبي.
ولكن جهود السيطرة على ولاء هذه الولايات ليست مهمة سهلة، إذ يتطلب جهودًا مستمرة بالمضي خلف رغبات سكانها، وإلا فالزمن قادر على تغيير هذه الولايات للمنافسين.
وهناك عوامل عديدة تدخل في تغيير ولاء كل ولاية من حمراء جمهورية إلى زرقاء ديمقراطية، ومن أبرزها التركيبة السكانية.
فهناك ولايات ارتفع فيها أعداد الأمريكيين من أصول لاتينية، فاتجه التصويت فيها للديمقراطيين، كأريزونا ونيفادا وجورجيا.
ولكن رغم تصويت نحو 150 مليون أمريكي في الانتخابات، إلا أن بضع ملايين فقط هم من يحملون كلمة الفصل في تحديد هوية الرئيس المقبل وهي ما تُعرف بالولايات المتأرجحة.
ويبذل المرشحون الكثير من الجهد طوال الشهور السابقة للانتخابات في التنقل بين تلك الولايات في محاولة لجذب الناخبين لمعسكرهم والتصويت لصالحهم.
وتتشكل تلك الولايات نتيجة التركيبة السكانية المعقدة في الأيدلوجيات، وهو ما يجعل من الصعب رضوخها لأي حزب على الدوام.
وفي انتخابات 2020، كانت ولايات فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان ونورث كارولينا ويسكونسن وأريزونا هي المتأرجحة، أما في انتخابات 2024 فالولايات المتأرجحة هي أريزونا وميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا ونيفادا وويسكونسن.
وحلت نيفادا محل ولاية فلوريدا التي أصبحت حمراء وغير متأرجحة.
ترامب يغامر بالخسارة
خلال الأيام الأخيرة وجه الكثيرون انتقادات لخطاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وقالوا إن ما يتفوه به قد يؤدي لخسارته الانتخابات.
وخلال آخر تجمع انتخابي له، قال ترامب إن منافسته كاملا هاريس لا تعمل بجهد في السباق الانتخابي، وأشاد بالرئيس الصيني شي جين بينغ، ووصف الرئيس السابق باراك أوباما بـ “الأحمق”.
ويقول مراقبون إن تلك الأحاديث قد تكلف ترامب خسارة الكثير من الأصوات أمام هاريس، في السباق الأكثر تنافسية على البيت الأبيض في التاريخ الأمريكي.
وكانت أحدث استطلاعات الرأي أشارت إلى أن نسب التصويت متقاربة بين كلا من ترامب وهاريس في العديد من الولايات.
على الجانب الآخر تميل هريس دائمًا للتركيز على عدم اتزان ترامب في أحاديثها خلال التجمعات الانتخابية، في محاولة لإظهاره بأنه شخص غير لائق لتولي الرئاسة.
فيما يقول الكثير من مؤيدي ترامب أن أسلوبه العشوائي وغير المنظم هو جزء من جاذبيته الانتخابية.
ويقول الخبير في الرأي العام بجامعة فاندربيلت، إن ترامب يركز في جولاته على قاعدته الشعبية، إذ يعتقد أن ما يقوله حتى ولو كان غير متماسك فإنه يجذب تلك القاعدة.
وأوضح الحدث الذي أقيم أمام حشد من نحو 7500 شخص في جرينسبورو الأسبوع الماضي على أفضل نحو كيف يتعامل ترامب مع أيامه الأخيرة في مسيرته الانتخابية.
المصدر: رويترز