في الوقت الذي تحاول فيه سلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة احتواء أزمة إصابة 73 شخصًا بالبكتيريا الإشريكية القولونية بسبب وجباتها، تواجه مطاعم البرغر بشكل عام تحديات مختلفة.
وسيتعين على تلك الشركات أن تقوم بمزيد من الخطوات للحفاظ على ثقة رواد المطاعم وكذلك المستثمرين.
كانت مبيعات ماكدونالدز تراجعت بنسبة 7%، في أعقاب إعلان مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عن اكتشاف حالات مصابة بالإشريكية القولونية في 13 ولايات وحالة وفاة واحدة، بعد تناولهم برغر المطاعم.
ووفق التحقيقات الأولية، فإن البصل المستخدم في شطائر برغر كوارتر باوندر هو المتهم الأول في الإصابة، وقالت ماكدونالدز إن المطاعم تحصل على البصل من شركة تايلور فارمز وهي شركة منتجة للخضروات مقرها كاليفورنيا.
ويتوقع خبراء الصحة أن عدد الحالات المصابة قد يرتفع مع استمرار التحقيق.
هل تتأثر مبيعات ماكدونالدز؟
حاليًا يساور المستثمرون القلق من أن تتسبب الأزمة في انخفاض مبيعات ماكدونالدز، التي كانت تواجه تحديات بالفعل بسبب ارتفاع أسعارها وتعليق بعض العملاء عليها.
ولكن يقول المتحدثون باسم الشركة إنه من السابق لأوانه التكهن بتأثير الأزمة على المبيعات، ومن المتوقع أن تعلن ماكدونالدز عن نتائج الربع الثالث في 29 أكتوبر قبل فتح الأسواق.
وسوف يعتمد الضرر الذي قد يلحق بالأعمال جزئيًا على مدى فعالية ماكدونالدز في احتواء تفشي المرض بالفعل – ومدى قدرتها على إقناع رواد المطاعم بأنه من الآمن تناول الطعام في مطاعمها.
وقد تتخذ التحقيقات من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر، وقد تظهر حالات إصابة جديدة خلال تلك الفترة، أو حتى تُشفى بعض الحالات.
وتنتشر بكتيريا الإشريكية القولونية عن طريق الطعام أو المياه الملوثة، أو الاتصال مع شخص أو حيوان مصاب بها.
يمكن أن تنتشر البكتيريا الإشريكية القولونية من خلال الطعام أو الماء الملوث، أو من خلال اتصال شخص ما بشخص أو بيئة أو حيوان مصاب.
سبب الإصابات بالإشريكية
تقوم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتحقيق في كل من شرائح البصل غير المطبوخة الموجودة في وجبة Quarter Pounder وفطيرة اللحم البقري باعتبارها السبب المحتمل لتفشي المرض.
ويقول خبراء إن تلوث البصل أمر وارد، خصوصًا وأن الكثير من حالات تفشي السالمونيلا ارتبطت خلال السنوات الأخيرة به.
وكانت الشكوك أيضًا تتجه إلى لحم البرغر، والمفترض أن يتم طهيه لدرجة حرارة معينة لقتل البكتيريا، ولكن وفق حجم تفشي المرض يبدو أن عملية الطهي لم تتم وفق درجات الحرارة المناسبة داخل مطاعم ماكدونالدز.
ولكن قد يكون هذا الأمر مستبعد، خصوصًا وأن معظم مطاعم الوجبات السريعة طورت أنظمة للطهي بحيث تضمن عدم تسمم اللحوم ببكتيريا الإشريكية القولونية، وهو خطر معروف.
ولكن رغم ذلك قد يحقق المحققون في ممارسات الطهي داخل المطاعم للتأكد من ذلك.
ويأمل المراقبون أن يتناول التحقيق عملية تقطيع البصل، للنظر في أي احتمالية لنقل التلوث من المكونات الأخرى إليه.
كانت ماكدونالدز سحبت بالفعل برجر كوارتر باوندر من المطاعم في المناطق المتضررة، ولا يبيع ما يقرب من خمس مطاعم ماكدونالدز في الولايات المتحدة هذه الشطيرة في هذا الوقت.
كما أبلغت الشركة المطاعم بوقف تسلّم البصل المبشور، كما أوقفت توزيعه في المناطق التي ظهرت بها الإصابات.
هل تتأثر العلامة التجارية لماكدونالدز؟
وفق التجارب السابقة، فإنه من غير المتوقع أن تتأثر العلامة التجارية لماكدونالدز بأزمة الإشريكية القولونية.
ويمكن الاستشهاد في هذا الجانب بأزمة مطاعم الوجبات السريعة ”كيودو” والذي ارتبط اسمها بانتشار الإشريكية القولونية قبل عامين.
وتسببت المطاعم بإصابة 100 شخص في 6 ولايات، ولكن هذا الحدث لم يكن له تأثير طويل الأمد على السلسلة.
وقال المحلل في شركة KeyBanc، إريك جونزاليس، إن السلسلة ربما عانت من انخفاض بنسبة متوسطة إلى عالية ربما 10% في مبيعاتها، ولكنها سرعان ما تحسنت.
وقال جونزاليس إن مصير الأزمة حتى الآن غير معروف، ولكن لابد من الثقة في قدرات الشركة والتي تمتلك سلسلة مطاعم متطورة.
المصدر: CNBC