أعلنت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، اليوم الجمعة، أنها نقلت 3 رواد أمريكيين وآخر روسي إلى منشأة طبية بدلًا من قاعدتهم الرئيسية بعد هبوطهم المبكر على كبسولة سبيس كرو دراغون.
وتم احتجاز أحد الرواد في المستشفى بعد تشخيص إصابته بمشكلة طبية، فيما عاد الثلاثة الآخرون إلى مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في هيوستن.
ولم تقدم الوكالة أي تفاصيل عن المشكلة الطبية التي يعاني منها أحد أفراد الطاقم العائد من الفضاء حديثًا.
ويسلط ذلك الضوء على طبيعة الأمراض التي يمكن أن يعاني منها رواد الفضاء خلال رحلاتهم خارج الغلاف الجوي.
أمراض يعاني منها رواد الفضاء
بحسب لقاء أجرته شبكة CNN مع طاقم رواد الفضاء المكون من 4 أشخاص كانوا على متن مهمة Polaris Dawn التابعة لشركة SpaceX في سبتمبر الماضي، فإن كل شخص اختبر أحاسيس وأعراض مختلفة.
وخاض هذا الطاقم رحلة إلى مدار حول الأرض أعلى من أي مدار ذهب إليه أي إنسان منذ عقود.
يقول سكوت “كيد” بوتيت، وهو طيار سابق في القوات الجوية الأمريكية، إنه خلال الأيام الأولى من رحلته شعر بفقدان تدريجي لحدة بصره.
فيما أشارت زميلته في الطاقم آنا مينون، وهي مهندسة في شركة سبيس إكس، إنها عانت من متلازمة التكيف مع الفضاء، وهو عرض يصيب من 60 إلى 80% من رواد الفضاء.
ولكن أغلب رواد الفضاء لا يفصحون علانية عن إصابتهم بهذه الأمراض.
وتقول مينون إن التجربة تتضمن مجموعة مختلفة من الأعراض تشمل الغثيان والقيء والدوار.
وغالبا ينتج ذلك عن طبيعة الرحلة التي تتعارض مع الجاذبية الأرضية، وهو ما ينعكس على جسم الإنسان بتأثيرات مختلفة تتراوح شدتها بين غير المريحة إلى الخطيرة.
وتعي وكالة ناسا جيدًا هذه الأعراض بل أنها عكفت على دراستها منذ عقود.
ولكن مهمة “فجر بولاريس” – وهي رحلة مدتها خمسة أيام إلى المدار ينفذها القطاع الخاص وليس وكالة ناسا – سعت إلى أخذ هذا البحث إلى أبعد من ذلك، على أمل كشف بعض الجوانب الأكثر إزعاجا في رحلات الفضاء.
كيف تمت دراسة هذه الأعراض في الفضاء؟
أجرى الطاقم مجموعة من التجارب المتعلقة بالصحة، عن طريق ارتداء الرواد عدسات لاصقة لقياس الضغط في أعينهم، والخضوع لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للتبع التغيرات في تشريح أدمغتهم.
ويقول المؤسس الملياردير لشركة Shift4 لتكنولوجيا الدفع، جاريد إسحاقمان، إن الفريق يسعى لاستكشاف تلك الإجابات رغبة منه في تمهيد الطريق لمزيد من الناس للقيام برحلات إلى الفضاء.
وإسحاقمان هو قائد ارحلة وساهم بمبالغ في تمويل تلك المهمة غير المسبوقة.
ويقول إسحاقمان إنه خلال الـ60 عامًا الماضية، ذهب نحو 600 شخص إلى الفضاء، أُصيب نصفهم بمتلازمة التكيف.
وأضاف: “هذا يعظم أهمية أن تتم دراسة تلك الأعراض إذا كنا ننوي إرسال المزيد من الأشخاص إلى الفضاء في المستقبل”.
يُذكر أن الهدف الأساسي لشركة سبيس إكس هو إرسال أول بشر إلى المريخ وإنشاء مستوطنة هناك في نهاية المطاف.
وقول مينون إن مواجهة آلاف من الناس الذين من المقرر إرسالهم إلى الفضاء مثل ضعف الرؤية، سيكون مشكلة كبيرة لأنه سيمنعهم عن أداء مهامهم المكلفين بها في تلك الرحلات.
وخلال مهمة “سايبورغ” أجرى طاقم بولاريس داون أول عملية سير تجارية في الفضاء بالإضافة إلى المغامرة في النطاق السفلي من أحزمة فان ألين الإشعاعية للأرض.
وتتسم تلك المنطقة الواقعة داخل المجال المغناطيسي للأرض بوجود إشعاعات شمسية قوية.
ولكن التقارير الأولية لم تكشف عن أي تأثيرات صحية على رواد الفضاء نتيجة التعرض للإشعاع، على الرغم من أن إسحاقمان قال إنه رأى شرارات وأضواء عندما أغمض عينيه.
وهذه الظاهرة أشار إليها العديد من رواد الفضاء الآخرين في السابق، والذين خاضوا رحلات مماثلة داخل بيئات عالية الإشعاع، ولكنها ظاهرة غير مفهومة بعد.
وقال بوتيت إن رؤيته كانت أقل حدة بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الأولى في الفضاء، وهو ما قد يشير إلى حالة تسمى متلازمة العين العصبية المرتبطة بالرحلات الفضائية، أو SANS.
ووفق تقديرات وكالة ناسا فإن نحو 70% من رواد الفضاء يعانون من تلك الحالة، والتي تحدث نتيجة تحوّل سوائل الجسم ما يترتب عليه تغير ضغط العين.
ويقول بوتيت إن الرؤية عادت له بشكل طبيعي فور وصوله إلى الأرض، وإنه في نفس الوقت لم يختبر أي أعراض من قبيل الغثيان والقيء.
المصدر: CNN