اقتصاد

الدولار يهيمن على تحويلات سويفت.. هل تنتهي هذه الهيمنة؟

يعتبر نظام سويفت (SWIFT) أحد أهم الأدوات العالمية في مجال المدفوعات الدولية والتجارة العالمية. لكن، في ظل التحولات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية الأخيرة، تسعى بعض الدول إلى تقليص هيمنة الدولار الأميركي.. وذلك عبر البحث عن بدائل لهذا النظام. من ضمن هذه المحاولات نجد الدفع نحو نظام دفع بديل قدمته روسيا خلال اجتماع مجموعة بريكس، بالإضافة إلى جهود أخرى تهدف إلى التوجه نحو العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC). في هذا المقال، نستعرض نظام سويفت ودوره العالمي، إلى جانب التوجهات الجديدة مثل مشاريع العملات الرقمية.. كذلك الدعوات لإنشاء عملة مشتركة لدول بريكس.

ما هو نظام سويفت وما دوره في التجارة الدولية؟

نظام سويفت (SWIFT)، أو جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، هو نظام غير ربحي تأسس عام 1973 في بروكسل. يُستخدم هذا النظام من قِبل البنوك والمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم لإتمام التحويلات المالية بسرعة وأمان. يضم نظام سويفت أكثر من 9,000 مؤسسة مالية في أكثر من 209 دول، بما في ذلك الدول العربية. يهدف سويفت إلى توفير وسائل تقنية متطورة لربط البنوك والمؤسسات المالية ببعضها البعض لتسهيل التحويلات المالية والمراسلات المتعلقة بها.

مزايا نظام سويفت

أحد أبرز مزايا هذا النظام هو السرعة والأمان التي يوفرها، بالإضافة إلى تكاليفه المنخفضة مقارنة بأساليب التحويل الأخرى. كما يعمل النظام على مدار الساعة، مما يتيح للمؤسسات المالية إجراء التحويلات في أي وقت.

هيمنة الدولار واليورو على المدفوعات الدولية

وفقًا لتقرير صادر في عام 2024، شكل الدولار الأميركي واليورو أكثر من 70% من المدفوعات عبر نظام سويفت، مما يعكس هيمنة هاتين العملتين على الاقتصاد العالمي. رغم أن الصين تمتلك أكبر احتياطيات من النقد الأجنبي في العالم، إلا أن اليوان الصيني لم يتمكن من تجاوز المرتبة الثامنة.. كأكثر العملات استخدامًا في المدفوعات الدولية. من هذه الأرقام يتضح أن النظام المالي العالمي لا يزال يعتمد بشكل كبير على الدولار واليورو في العمليات التجارية.

التحديات والعقوبات: بحث عن بدائل

تعود محاولات تقليل هيمنة الدولار إلى الضغوط الجيوسياسية والتوترات الاقتصادية، وخاصة بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا في عام 2022. كانت روسيا، بجانب دول بريكس، من أبرز القوى التي دفعت نحو فكرة “إلغاء الدولرة” أو تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية. تجمعت مجموعة بريكس في جنوب إفريقيا عام 2023 لبحث إمكانية إنشاء عملة مشتركة بين دول المجموعة، والتي تشمل البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا. تعد فكرة العملة المشتركة بين دول بريكس جزءًا من محاولة تجنب العقوبات الاقتصادية الأميركية وتفادي الاعتماد على الدولار في المدفوعات الدولية.

العملات الرقمية: مستقبل المدفوعات الدولية؟

واحدة من التوجهات المستقبلية التي قد تهدد هيمنة الدولار.. هي مشاريع العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC). شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في هذا المجال، حيث تعمل العديد من الدول.. على تطوير أنظمة دفع تعتمد على هذه العملات الرقمية؛ لتسهيل المدفوعات عبر الحدود دون الحاجة للدولار.

مشروع Inthanon-Lionrock، وهو تعاون بين تايلاند وهونغ كونغ، يعد من أبرز الأمثلة على هذه الجهود. يُتوقع أن تنمو قيمة المعاملات التي تُجرى باستخدام CBDC بنسبة 260,000% بين عامي 2023 و2030. يتيح هذا النظام مرونة أكبر في التعاملات، حيث يمكن أن تكون هذه العملات.. مدعومة بالسلع أو الذهب بدلاً من العملات الأجنبية.

في النهاية

بينما يظل نظام سويفت والدولار الأميركي جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، تتزايد محاولات الدول للتخلص من هيمنة الدولار بمرور الوقت. سواء عبر إنشاء عملة مشتركة بين دول بريكس.. أو عبر تطوير أنظمة مدفوعات تعتمد على العملات الرقمية للبنوك المركزية، يبدو أن العالم يشهد تحولات جذرية في طريقة إتمام المعاملات المالية الدولية. ومع نمو هذه البدائل، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستستمر هيمنة الدولار في المستقبل؟.. أم أن العملات الجديدة ستحدث تحولًا كبيرًا في النظام المالي العالمي؟

 

 العالمية SWIFT