تُثار العديد من التساؤلات حول مصير الدعم الروسي لإيران في ظل الهجمات المباشرة التي يشنها الاحتلال على حزب الله وحماس.
وتضع تلك الهجمات الإسرائيلية وكلاء إيران في غزة ولبنان تحت ضغط كبير، بخلاف الهجوم المباشر الذي قد تتعرض له طهران من قبل الاحتلال ردًا على هجوم صاروخي شنته إيران على الأراضي المحتلة في وقت سابق هذا الشهر.
هل يتخلى الكرملين عن إيران؟
نفى الكرملين أي نية لتخليه عن إيران، خصوصًا وأن إيران كانت من أوائل الداعمين لروسيا في غزوها لأوكرانيا، بحسب محللين.
ووفق ما نقلته شبكة CNBC عن الكرملين، فإنه أكد نيته لدعم طهران تحت أي ظرف، وذلك في معرض إجابته على سؤال حول الطريقة التي ستعمل بها روسيا على موازنة علاقاتها وتحالفاتها المتنافسة في الشرق الأوسط.
وقال السكرتير الصحفي للكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا تسعى لتطوير علاقتها بإيران في مختلف المجالات، وتحاول أن تفعل ذلك بشكل أكبر.
وأكد بيسكوف إن هذا التعاون ليس الهدف منه النيل من أي دولة ثالثة، فيما لم يجب على سؤال بشأن ما إذا كانت إيران طلبت بشكل مباشر دعو روسيا ضد الاحتلال.
تطور العلاقات بين روسيا وإيران
أشار بيسكوف إلى العلاقة الوثيقة بين روسيا وإيران، قائلًا إنه في نفس الوقت عليها أن تحقق التوازن بين العلاقات العسكرية والاقتصادية في الشرق الأوسط ككل.
ولفت إلى أن روسيا من الدول القليلة التي حافظت على علاقات جيدة مع كل من إيران وإسرائيل، على الرغم من عداوتهما، وكذلك مع لاعبين رئيسيين آخرين في المنطقة مثل المملكة وسوريا والإمارات.
وقال بيسكوف إن روسيا تحافظ على قنوات الحوار مع جميع الأطراف المشاركة في الصراع في الشرق الأوسط.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت العلاقات الروسية – الإيرانية تطورًا ملحوظًا، إذ دعمت طهران موسكو بطائرات هجومية أحادية الاتجاه، بالإضافة إلى صواريخ قصيرة المدى مؤخرًا.
وجاءت تلك المساعدات ضمن صفقة حصلت إيران من خلالها على تقنيات ومعدات عسكرية روسية.
ولكن الدولتان تنفيان حدث أن تبادل للأسلحة خلال الحرب، ولكن رغم ذلك فرضت الدول الغربية عقوبات على كلاهما.
حاجة إيران للدعم
بحسب المحللين، باتت إيران حاليًا في حاجة للدعم العسكري الروسي أكثر من أي وقت مضى، في ظل انتظار ضربة متوقعة من الاحتلال على طهران.
ويشمل هذا الدعم أنظمة الدفاع الجوي والاستخبارات العسكرية الروسية التي تساعد في الكشف عن أي هجوم محتمل.
وحتى الآن لا توجد توقعات عن طبيعة الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران، لكن الاحتلال يؤكد أن إيران ووكلاءها سيدفعون ثمنًا باهظًا لهجماتهم.
كان حزب الله أعلن بداية الأسبوع عن مسؤوليته عن هجوم بطائرة بدون طيار على منزل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وقال نتنياهو في بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إن عملاء إيران الذين حاولوا اغتيالي وزوجتي اليوم ارتكبوا خطأ مريرًا.
وأكد نتنياهو أن تلك المحاولات لن تمنع دولة الاحتلال من مواصلة حربها ضد الأعداء، وفق قوله.
كيف يمكن أن تدعم روسيا إيران؟
تتوقف الطريقة التي ستدعم بها روسيا حليفتها إيران على ما سيتم خلال قمة مجموعة البريكس التي تنعقد في قازان، جنوب غرب روسيا.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي طال انتظارها في القمة.
وتقود تلك الاستراتيجية المحتملة التعاون الروسي الإيراني في عدة مجالات، ومنها الجانب العسكري.
وتوقع الباحث البارز في شؤون أمن الشرق الأوسط في قسم الأمن الدولي في معهد الخدمات الملكية المتحدة، بورجو أوزجيليك، أن يكون هناك اتفاق تعاون دفاعي بين الطرفين.
وأوضح أن هذا الاتفاق في رأيه سيكون مبهمًا وغير واضح في صياغته، وهو أمر متعمد.
وأشار إلى أن العلاقة بين موسكو وطهران تسير في إطار التحالف التكتيكي المدفوع بالمصالح، إذ يسعى كل منهما لتقليل الخسائر في مسرح الصراع الخاص به.
المصدر: CNBC