أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل قائد حركة حماس، يحيى السنوار، في غارة إسرائيلية على مخيم جباليا في غزة.
كانت حالة من الغموض سيطرت على مصير السنوار، منذ أن أعلن جيش الاحتلال إنه لا يمكن التأكد من هوية السنوار ضمن المقتولين في اشتباك مع قواته في رفخ، وأنه فتح تحقيقًا للتأكد من ذلك.
وتأتي تلك الأنباء بعد سلسلة من الاغتيالات نفذتها قوات الاحتلال بحق قادة حماس وحزب الله خلال الأسابيع الأخيرة، كان أبرزها مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بيانًا مشتركًا بشأن عملية الاغتيال المحتملة.
وبحسب البيان فإن المبنى الذي قُتل فيه السنوار، لم يُعثر على أي رهائن، فيما تواصل قوات الاحتلال عملها في المنطقة.
وقال جيش الاحتلال في وقت سابق أن السنوار يحتمي في الرهائن ويستخدمهم كدروع بشرية في الأنفاق التي يختبئ فيها تحت مباني غزة.
كان السنوار تولى قيادة الحركة خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتاله الاحتلال في طهران قبل نحو شهرين.
ولم تُصدر حماس أي تعليقات عن أنباء مقتل السنوار حتى الآن.
تصعيد خطير
يوصف مقتل السنوار بأنه تصعيد في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، في ظل المخاوف من انتشار الحرب على مستوى أكبر.
كما أنه يأتي في وقت تترقب فيه المنطقة الرد المحتمل من الاحتلال على الهجمات الإيرانية بالصواريخ الباليستية قبل أكثر من أسبوع على الأراضي المحتلة.
كانت إيران حذرت في وقت سابق على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من أي اعتداء تفكر إسرائيل في شنه على الجمهورية الإسلامية.
وقال سلامي في كلمة متلفزة، اليوم الخميس، إن إيران قادرة على اختراق دفاعات إسرائيل، وإذا اعتدى الاحتلال على أي نقطة في إيران، سيتم توجيه ضربة لنفس المنطقة داخل الأراضي المحتلة.
كانت إسرائيل حددت خيارات المناطق التي يمكن توجيه ضربة الرد لها داخل طهران، وتزايدت المخاوف من احتمالية أن تكون المنشآت النووية والنفطية ضمن الخيارات المطروحة.
من هو السنوار؟
أحد أبرز قادة حركة حماس، ويتولى قيادة الجماعة منذ يوليو الماضي عقب اغتيال هنية.
وُلد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، وقضى في سجون الاحتلال معظم سنوات عمره.
والسنوار معروف بصمته وهدوءه في اتخاذ القرارات، ولذلك يُنظر إليه بأنه من أقوى الشخصيات تأثيرًا في الحركة.
وبدأت مسيرة السنوار النضالية في عام 1982، حينما ألقت إسرائيل القبض عليه ووضعه رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر.
وفي عام 1988، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن مدى الحياة أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين.
وخلال الفترة التي قضاها في السجن وهي 23 عامًا، تمكّن من تعلم العبرية، كما اكتسب فهمًا عميقًا للمجتمع والثقافة الإسرائيلية.
وفي عام 2011، تم إطلاق سراح السنوار ضمن صفقة لتبادل الأسرى والتي كان على رأسها الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط.
بعد خروجه من السجن، أصبح السنوار قائدًا بارزًا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل الحركة.
وفي عام 2017، انتُخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، ولعب دورًا في المصالحة بين الحركة والسلطة الفلسطينية.
وعاد اسم السنوار ليتردد مرة أخرى منذ هجمة 7 أكتوبر الماضي، إذ تتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر وراء تنفيذ هجمات حماس على مستوطنات الاحتلال في الأراضي المحتلة.
المصدر: رويترز