كشف مسؤولون مطلعون على الحديث بين نتنياهو وإدارة بايدن، أن رئيس وزراء الاحتلال أبلغ الرئيس الأمريكي بطبيعة الرد على الهجمة الإيرانية.
وبحسب ما نشرته جريدة “واشنطن بوست” فإن نتنياهو أكد لبايدن أن الرد سيكون من خلال استهداف منشآت عسكرية فقط، وليس منشآت نووية أو نفطية.
وتُشير تلك المعلومات إلى أن الرد الإسرائيلي سيكون أكثر محدودية، ما يمكنه منع المنطقة من الانزلاق لحرب أكبر واسعة النطاق.
وخلال الأسابيع الماضية، ترقب العالم بحذر طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجمة التي شنتها إيران بـ181 صاروخ باليستي على الأراضي المحتلة، ردًا على اغتيال قائد حزب الله حسن نصر الله.
ويتزامن ذلك مع وقت حرج بالنسبة للولايات المتحدة التي تستعد لإجراء انتخاباتها الرئاسية، إذ قال بايدن إنه لن يدعم ضربة تستهدف المنشآت النووية.
تفاصيل مكالمة بايدن ونتنياهو
أجرى رئيس وزراء الاحتلال والرئيس الأمريكي يومي الأربعاء الماضي، أول مكالمة لهما منذ أكثر من 7 أسابيع، بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بينهما.
وقال نتنياهو في المكالمة إنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية لإيران، ولكن بايدن لم يعلق بشكل فوري على الأمر.
وبحسب المسؤولين، فإن مكتب نتنياهو قال في بيان إنه يتشاور مع البيت الأبيض حول طبيعة الضربة، ولكنهم في النهاية سينفذون ما يرونه في مصلحتهم.
ويقول أحد المسؤولين إن إسرائيل تعي جيدا أن طبيعة ضربتها يمكن أن تنعكس على السياسة الأمريكية، وأن نتنياهو يعلم أن الضربة الإسرائيلية يمكن أن تُشكّل طبيعة السباق الرئاسي الأمريكي.
ولذلك شعرت واشنطن بالارتياح تجاه الخطة الإسرائيلية لضرب إيران، فمن ناحية سيجنبها ذلك الانخراط بشكل مباشر في الحرب إذا استهدف الاحتلال المنشآت النفطية.
ومن ناحية أخرى زال خطر احتدام حربًا نووية دون أي خطوط حمراء إذا قررت إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وقال المسؤول الأمريكي، واصفًا المكالمة بين الزعيمين، إن نتنياهو كان في “موقف أكثر اعتدالًا” في تلك المناقشة مما كان عليه من قبل.
توقيت الرد
أشار المسؤولون إلى أن الهدوء الذي سيطر على طبيعة الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران كان أحد الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لإرسال نظام الدفاع الصاروخي إلى الأراضي المحتلة.
كان البنتاغون أعلن، الأحد الماضي، قراره بإرسال منظومة الدفاع الصاروخية “ثاد” إلى الاحتلال، إلى جانب قوة من 100 فرد من الجيش لتشغيلها.
ويتوقع المسؤولون أن تنفذ إسرائيل هجمتها للرد على إيران قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، حتى لا تفسر طهران الهدوء الذي يسيطر على إسرائيل بأنه علامة على الضعف.
وفي مساء يوم الخميس، قال المسؤول المطلع على الأمر إن نتنياهو عقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني لمدة ثلاث ساعات لمناقشة الخيارات المطروحة على الطاولة، لكنه لم يطلب إذنًا رسميًا للهجوم من حكومته – مما أبقى التوقيت مفتوحًا عمدًا.
ولكن القلق يسيطر على مؤسسة دفاع الاحتلال، إذ يخشى البعض من أن الرد لن يكون قويًا بما يكفي لرده إيرن عن القيام بخطوة مماثلة أخرى أو حتى تطوير أسلحة نووية.
ويقول عالم السياسة في الجامعة العبرية والذي على اتصال بأعضاء كبار في المؤسسة الدفاعية للاحتلال، جاييل تالشير، إن قيادات جيش الاحتلال يريدون توجيه ضربة لا تؤدي إلى اشتعال حرب أكبر، ولكنها طريقة مختلفة عن تفكير نتنياهو.
وفي إطار المشاورات مع الولايات المتحدة، قال المسؤول المطلع على الأمر، إن إسرائيل أبلغت واشنطن أنها تنوي إنهاء العمليات في لبنان في الأسابيع المقبلة.
ولكن هناك بعض التوجهات في الداخل الإسرائيلي تسعى لشن ضربة منظمة على المنشآت النووية الإيرانية، مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، بهدف تقويض أي فرصة للتقارب بين واشنطن وطهران.
وجاء ذلك في أعقاب انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، الذي يبدي انفتاحًا على مواصلة المفاوضات بشأن إحياء المحادثات النووية مع الغرب.
وإذا فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ستكون الفرصة أكبر لإعادة الاتفاق النووي إلى الطاولة، وهو أمر يسعى نتنياهو لعرقلته.
المصدر: Washington Post