تستمر الاشتباكات بين قوات الاحتلال وحزب الله على طول الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة منذ بدء الأولى العملية البرية، بينما يقف الجيش اللبناني على الحياد، فما السبب؟
حزب الله يمثل القوة العسكرية الأكبر في لبنان
يستخدم الجيش اللبناني ترسانة أسلحة متقادمة، ولا يمتلك دفاعات جوية، كما أنه تأثر بشدة جراء 5 سنوات من الأزمة الاقتصادية، لذا فهو غير مستعد للدفاع عن لبنان ضد القصف الجوي أو الهجوم البري من قبل جيش حديث مجهز جيدًا مثل جيش الاحتلال.
يضم الجش اللبناني نحو 80 ألف جندي، منهم نحو 5 آلاف ينتشرون في الجنوب.
وفي المقابل، لدى حزب الله، أكثر من 100 ألف مقاتل، وفقًا لزعيم الجماعة المسلحة الراحل حسن نصر الله، كما أن ترسانته أكثر تقدما.
وتدور اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاتلي حزب الله منذ 8 أكتوبر 2023، عندما بدأت الجماعة اللبنانية في إطلاق الصواريخ عبر الحدود دعمًا لحماس في غزة .
وفي الأسابيع الأخيرة، نفذ الاحتلال قصفًا جويًا واسع النطاق على لبنان وغزوًا بريًا تقول إنه يهدف إلى دفع حزب الله بعيدًا عن الحدود والسماح للسكان النازحين من شمال الأراضي المحتلة بالعودة.
وبينما نفذت قوات الاحتلال أولى محاولاتها عبر الحدود ورد حزب الله بإطلاق الصواريخ، انسحب الجنود اللبنانيون من مواقع المراقبة على طول الحدود وأعادوا تمركزهم على بعد حوالي 5 كيلومترات.
ولم تتقدم قوات الاحتلال حتى الآن إلى هذا الحد، ولكن نيران دبابات الحتلال أصابت موقعا للجيش اللبناني في منطقة بنت جبيل، مما أسفر عن مقتل جندي، كما قُتل جنديان في غارة جوية في نفس المنطقة.
وقال الجيش اللبناني إنه رد بإطلاق النار في المرتين.
وقال محللون مطلعون على عمل الجيش اللبناني إنه في حال وصول التوغل إلى المواقع الحالية للجيش فإن القوات اللبنانية ستقاوم ولكن بشكل محدود.
وقال العميد السابق في الجيش اللبناني حسن جوني، لوكالة “أسوشيتيد برس” إن “المهمة الطبيعية والأوتوماتيكية للجيش هي الدفاع عن لبنان ضد أي جيش قد يدخل الأراضي اللبنانية، وبالطبع إذا دخل العدو سيدافع ولكن ضمن الإمكانات المتاحة، من دون الوصول إلى حد التهور أو الانتحار”.
ماذا يقول التاريخ؟
قال آرام نيركيزيان، الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الاستثناء الوحيد كان في عام 1972، عندما حاول الاحتلال إنشاء منطقة عازلة بطول 20 كيلومترًا لدفع مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوراء.
وفي ذلك الوقت، نجح الجيش اللبناني في إبطاء وتيرة تقدم الاحتلال وكسب الوقت للقيادة السياسية في بيروت للسعي إلى تدخل المجتمع الدولي للضغط على الكيان المحتل لوقف إطلاق النار، حسب “نركيزيان”.
وأضاف: “لكن الوضع الداخلي في لبنان وقدرات الجيش تدهورت مع اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما في عام 1975، والتي احتلت خلالها قوات الاحتلال أجزاء من البلاد”.
وبحلول عام 2006، عندما خاض حزب الله والاحتلال حربًا استمرت شهرًا كاملاً، لم يكن الجيش اللبناني قادرًا على الاستثمار في أي تحديث حقيقي في مرحلة ما بعد الحرب، ولم تكن لديه القدرة على ردع القوة الجوية للاحتلال، كما يقول “نيركيزيان”.
وتابع: “في المرات القليلة التي انخرط فيها الجيش اللبناني وقوات الاحتلال في مواجهات عسكرية، كان هناك تفوق تام للأخيرة”.
المصادر: