منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع لتحويل العديد من منازل المدنيين إلى أنقاض.
وبات اللون الرمادي هو السائد في المدينة المحاصرة، لتتحول أحياء عديدة إلى مناطق أشباح، حيث لا منازل ولا حياة ولا سكان.
وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN، فإن عمليات القصف أسفرت عن ما يزيد عن 42 مليون طن من الحطام في غزة، والرقم في زيادة مستمرة.
وهذا الرقم أكبر بـ14 مرة عن إجمالي الحطام الناتج عن الصراعات خلال الـ10 سنوات المقبلة، بحسب تقرير الأمم المتحدة في أغسطس الماضي.
وبالقياس، فهذا الكم الضخم من الأنقاض يكفي لملء سنترال بارك في مدينة نيويورك، بارتفاع 8 أمتار.
وعند محاولة إزالة هذه الكمية من الحطام فإن الأمر قد يستغرق 8 سنوات على الأقل، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
دمار هائل
على مدار عام كامل، أجبرت غارات الاحتلال نحو 1.9 مليون شخص على النزوح من منازلهم، بما يجعل البقاء على قيد الحياة مهمة صعبة في ظل صعوبة العثور على ملاذ آمن.
وتظهر آثار التدمير في القطاع في كل مكان، بدءًا من أنظمة الرعاية الصحية والمواقع الثقافية وتدمير المؤسسات الأكاديمية وأزمة إنسانية بطلها الجوع والنزوح والمرض.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، أسفرت هجمات الاحتلال حتى الآن عن مقتل 41,965 فلسطينيًا، وإصابة 97,590 آخرين، كما دمرت البنية التحتية الصحية.
وتزعم إسرائيل أن مقاتل حماس يختبئون في ممرات تحت قطاع غزة، ويستخدمون المنازل والمستشفيات والمساجد كستار للاحتماء تحتها.
وكشفت تقديرات معهد مدينة نيويورك، أن حوالي 59% من المباني داخل قطاع غزة تضررت، وذلك حتى 13 سبتمبر الماضي.
وفي شمال غزة تضررت 69% من المباني، فيما تضررت 75% من المباني في محافظة غزة، وكان أبرز المباني التي تدمرت في هذه المحافظة هي مستشفى الشفاء وهي واحدة من المستشفيات التي دمرها الاحتلال خلال العام الماضي.
وفي محافظة دير البلح، تضررت 49% من المباني، فيما تضرر 55% منها في محافظة خانيونس.
وفي جنوب خان يونس، يظل حطام الحرم الجامعي الذي ضربه القصف الإسرائيلي تذكيرًا بالانقطاع الشديد الذي لحق بالتعليم في غزة.
وكانت الفترات الأولى من الحرب هي الأشد تدميرًا، حيث تضررت نصف المباني المذكورة خلال الأسابيع الستة الأولى من العدوان الإسرائيلي.
وفي محافظة رفح تضررت 59% من المباني، وباتت الخيام والمباني المهجورة والمتهدمة من أبرز معالم المدينة الجنوبية الواقعة على الحدود مع مصر.
وكان الاحتلال أجبر الآلاف من سكان المدينة على الفرار هذا الربيع، بعد إعلان نيته القيام بعمليات برية في المدينة لملاحقة مقاتلي حماس.
وشهدت محافظة رفح، أقصى جنوب غزة، ارتفاعاً في الأضرار في أعقاب العمليات البرية الإسرائيلية في أوائل مايو.
وشهدت المناطق الواقعة في شمال غزة الضرر الأكبر خلال الأيام الأولى من الحرب.
أضرار البنية التحتية
67% من المساجد تُركت في حالة تدمير أو تلف، بنحو 825 مسجدًا من أصل 1230، وكذلك 68% من الطرق والشبكات بحوالي 3,045كم من أصل 4,500 كم.
وتم تدمير أو إتلاف 85% من المدارس بإجمالي 477 مدرسة من أصل 564، وتضرر 89% من المستشفيات بإجمالي 32 مدرسة من أصل 36.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي فإن هناك ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في عداد المفقودين ويعتقد أنهم عالقون تحت الأنقاض في غزة.
ووسط استمرار الحصار وانعدام الإمدادات اللازمة من الغذاء، بات القطاع على شفا مجاعة شاملة، إذ إن 38 طفلًا على الأقل ماتوا بسبب الجوع، بحسب تقديرات وزارة الصحة في غزة الشهر الماضي.
وحاليًا، هناك 3500 طفل معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية في القطاع.
المصدر: CNN