تسيطر حالة من الترقب الحذر على ولاية فلوريدا الأمريكية، بعد أن منحت السلطات الحكومية مهلة أخيرة للسكان لإخلاء منازلهم أو الاحتماء قبل وصول إعصار ميلتون.
ويُصنف الإعصار ضمن الفئة الخامسة، والذي من المتوقع أن يكون أحد الأعاصير الأكثر تدميرًا التي ضربت ساحل الولاية على الإطلاق.
ومع حالة الذعر المسيطرة على نحو مليون شخص لاتباع أوامر الإخلاء، فإن القرار تسبب في ازدحام الطرق السريعة ونفاد محطات الوقود.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا زالت فيه الولاية تتعافى من تداعيات تأثير إعصار هيلين المدمر الذي ضربها قبل نحو أسبوعين.
خطر الموت
ومن المتوقع أن تضرب العاصفة اليابسة في وقت متأخر من ليل الأربعاء أو من صباح الخميس.
وكانت العاصفة في مسار تصادمي لمنطقة خليج تامبا الحضرية، التي يسكنها أكثر من ثلاثة ملايين شخص، على الرغم من أن خبراء الأرصاد الجوية قالوا إن المسار قد يتغير قبل أن تصل العاصفة إلى اليابسة.
وحاليًا تتحرك العاصفة في مسار نادر من الغرب إلى الشرق عبر خليج المكسيك ومن المرجح أن تجلب عاصفة قاتلة يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار أو أكثر إلى معظم ساحل خليج فلوريدا.
حذر بايدن ورئيسة بلدية تامبا جين كاستور، سكان الولاية من خطر البقاء، مطالبين إياهم بالخروج وإلا المخاطرة بالموت.
وبحسب المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، فإن إعصار ميلتون يحمل رياحًا بسرعة 160 ميلًا في الساعة (260 كيلومترا في الساعة)، وهو أعلى مستوى على مقياس سافير-سيمبسون المكون من خمس درجات.
وفي حين أنه كلما انخفضت سرعة الرياح انخفض تصنيف العاصفة، إلا أن حجم ميلتون ينمو بشكل يجعل المناطق الساحلية في خطر.
تفاقم العاصفة
يقول كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في أوكسفورد إيكونوميكس، ريان سويت، إن نحو 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي يقع في المسار المباشر لإعصار ميلتون.
وبدأت شركات الطيران والمتنزهات وشركات الطاقة في وقف خدماتها في فلوريدا استعدادًا لاستقبال العاصفة.
ويمكن وصف العاصفة ميلتون بأنها الأكثر تزايدًا في القوة في منطقة المحيط الأطلسي، إذ ارتفعت من الفئة الأولى حتى الفئة الخامسة خلال 24 ساعة فقط.
ويُرجع عالم المناخ دانييل جيلفورد من منظمة كلايمت سنترال البحثية غير الربحية، تزايد قوة العاصفة إلى درجات حرارة سطح البحر التي تعمل على زيادة التكثيف للعاصفة.
وأضاف: “نحن نعلم أنه مع قيام البشر بزيادة كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، إلى حد كبير عن طريق حرق الوقود الأحفوري، فإننا نزيد من درجة الحرارة في جميع أنحاء الكوكب”.
وكانت 12 مقاطعة ساحلية أصدرت أوامرها لآلاف السكان بالإخلاء، بما فيها دور رعاية المسنين والمنازل المتنقلة.
نفاد الوقود
مع انتشار الهلع بين سكان مقاطعات الولاية، بدأت محطات الوقود في استقبال أعداد كبيرة من المستهلكين المذعورين من العاصفة.
وبدأت مؤشرات العديد من محطات الوقود تُشير إلى نفاد ما لديها، وباتت 17% من المحطات أي نحو 7912 محطة داخل الولاية بلا وقود.
ومع اشتداد العاصفة ومسارها الذي يمر فوق خليج تامبا الذي تم إغلاقه بالفعل، فإن الأمر يُنذر بمشكلات متوقعة في حصول الولاية على الوقود التي تُعد ثالث أكبر مستخدم له في الولايات المتحدة.
وتعتمد فلوريدا على الوقود المنقول من خارج الولاية لأنها لا يوجد بها مصافي لتكرير البترول.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة، فإن أكثر من 17 مليون طن من المنتجات المرتبطة بالبترول والغاز الطبيعي تمر عبر خليج تامبا في عام عادي.
كانت شركتي كيندر مورغان قالت في بيان إنها أغلقت نظام خط أنابيب فلوريدا الوسطى الذي ينقل المنتجات المكررة بين تامبا وأورلاندو.
ويتوقع المحللون أن يؤدي الاضطراب الناجم عن العاصفة في هزة لسوق الوقود في فلوريدا هو الأكبر منذ 1992.
وبحسب موقع FlightAware المتخصص في الرحلات الجوية، فإن العاصفة تسببت في تعطيل حركة الطيران، إذ تم تأخير 1311 رحلة جوية من وإلى الولايات المتحدة، وهو رقم قابل للزيادة.
ومن المتوقع أن يظل إعصار ميلتون إعصارًا خطيرًا للغاية حتى وصوله إلى اليابسة في فلوريدا، مما يتسبب في أضرار كارثية وانقطاع للتيار الكهربائي من المتوقع أن يستمر لأيام.
المصدر: Reuters