في خطوة قد تُعيد النظر في قضايا الملكية والحدود التقنية، ابتكر مرشح محتمل لعضوية الكونغرس الأمريكي روبوتًا يعمل بالذكاء الاصطناعي ليحل محل منافسه في المناظرة.
ويترشح بينتلي هينسيل، وهو مهندس برمجيات في منظمة CivicActions بشكل مستقبل، لينافس النائب الحالي في هذه دائرة فيرجينيا، دون باير، والذي فاز بسهولة في عام 2022 بنحو 75% من الأصوات.
ولم يظهر باير في أي مناظرة منذ سبتمبر الماضي، وهو ما دفع هينسيل إلى ابتكار الروبوت لعقد مناظرة حتى دون موافقة باير.
ولم يحصل هينسيل على إذن من باير لإنشاء مثل هذا الروبوت، والذي صممه بنفسه.
كيف يعمل الروبوت؟
بحسب المواقع الرسمية لشركة هينسيل والبيانات الصحفية وكذلك الصادرة عن لجنة الانتخابات الفيدرالية، فإن الروبوت الجديد يُطلق عليه اسم DonBot.
ويتم تدريب الروبوت من خلال الذكاء الاصطناعي القائم على النصوص، والذي يعتمد على واجهة برمجة تطبيقات من OpenAI صانع روبوت ChatGPT.
وأكد هينسيل الذي جمع ما يقرب من 17 ألف دولار من المساهمات الخارجية والقروض الشخصية لحملته، مقارنة بصندوق باير الذي بلغ 1.5 مليون دولار، أن الروبوت ليس مخصصًا لتضليل أي شخص.
وأشار إلى أنه تم تدريبه على تقديم إجابات دقيقة، مشيرًا إلى أن دون باير لا يريد الظهور بشكل علني، ولكن الناخبين من حقهم أن يسمعوا كل مرشح.
ومن المنتظر أن تُجرى المناظرة في 17 أكتوبر الجاري، ويواجه فيها هينسيل وديفيد كينيدي وهو مرشح مستقل آخر، نظيرهما باير.
وقالت المتحدثة باسم باير إن المرشح لم يُشر من قبل إلى أنه سيشارك في أي مناظرة خلال الأيام المقبلة.
ثم أكدت أن باير سيواصل طريقه كصوت مسموع في الكونغرس لتحسن تنظيم الذكاء الاصطناعي، والذي يشمل وضع تشريعات لمنع استغلاله لنشر معلومات مضللة عن الانتخابات.
ومن المتوقع أن ينشيء هينسيل نسخة من المرشح توريس إذا لم يوافق أيضًا على الاشتراك في المناظرة.
ويعترف هينسيل وكينيدي بأن استخدام الذكاء الاصطناعي هو في جزء منه محاولة أخيرة لجذب الانتباه إلى حملة يمكن التنبؤ بها. وقال هينزل إنه كان مدفوعًا أيضًا برغبة في مزيد من الشفافية.
تطور تقني
إذا أُجريت المناظرة باستخدام الروبوت، ستكون فرصة لاختبار قدرة التقنيات الجديد على إصدار استجابات نصية وصوتية ردًا على الأسئلة المختلفة.
ويسلط هذا التصرف المزيد من الضوء على خطورة تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي يخشى البعض أنها قد تنتهي بالتحكم في البشرية.
وفيما يخص الانتخابات، يخشى بعض المعارضين لخطوة هينسيل أن يكون الروبوت سببًا في تدمير سمعة المرشحين والمساعدة في نشر التضليل السياسي.
وقد تم بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صوت يشبه صوت الرئيس جو بايدن لإجراء مكالمات آلية في نيو هامبشاير لتشجيع الناخبين على عدم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للولاية في يناير.
فيما نشر الرئيس الأسبق دونالد ترامب صورة تم توليدها بالذكاء الاصطناعي لنجمة البوب “تايلور سويفت” وهو تؤيد حملته.
وتمكنت “رويترز” من الحصول على عرض حصري لروبوت هينسيل، والذي قدم خلاله إجابات مباشرة على أسئلة سياسية، كانت جميعها مستوحاة من موقع باير على شبكة الويب.
وردًا على سؤال من رويترز حول مراقبة الأسلحة، أجاب “دونبوت”: “لقد تجاوزنا نقطة الأزمة مع الأسلحة في أمريكا” وأن “وقف العنف المسلح كان محورًا رئيسيًا لعملي”.
وحاليًا، تدرس 26 ولاية أمريكية مجموعة من القواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي الخاصة بالانتخابات، بما في ذلك الكشف بشكل أكبر والحظر التام لعمليات التزييف العميق للسياسيين.
هل استخدام الروبوت قانوني؟
بحسب ما نقلته رويترز عن 3 من المحامين ومراقبين للانتخابات في ولاية فيرجينيا، فإن باير لا يمكنه منع المناظرة التي سيشارك فيها دون إرادته عن طريق روبوت الذكاء الاصطناعي.
وأكد المحامون أن ذلك سيحدث فقط بشروط معينة، ومنها عدم استخدام صورة المرشح لأغراض تجارية، ولا يتم خداع الناخبين.
وقالت دانييل سيترون، أستاذة القانون بجامعة فرجينيا، إن حملة هينسيل لا بد أن تكون واضحة بشأن أن الروبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي، وأنه تم تدريبه من خلال كلمات وأحاديث المرشح السابقة.
المصدر: رويترز