قد يبدو السؤال بسيطًا: ما هي المسافة بين الأرض والقمر؟ لكن الجواب ليس بسيطًا كما يبدو. المسافة بين الأرض وأقرب جيرانها، القمر، ليست ثابتة بل متغيرة، وذلك بفضل المدار الإهليجي الذي يتبعه القمر حول الأرض. في هذا المقال، سنستكشف مدى تغير هذه المسافة وكيفية قياسها.
المسافة المتغيرة بين الأرض والقمر
يُقدر متوسط المسافة بين الأرض والقمر بحوالي 384,400 كيلومتر. ومع ذلك، فإن هذه المسافة ليست ثابتة، لأن مدار القمر حول الأرض إهليجي. في أقرب نقطة له، المعروفة باسم الحضيض، يقترب القمر من الأرض إلى نحو 356,470 كيلومتر. في حين أن أبعد نقطة، المعروفة باسم الأوج، تجعل المسافة تصل إلى حوالي 405,600 كيلومتر. هذه المسافة، عند أقصى نقطة، تتسع لسبعة كواكب من النظام الشمسي، وفقًا لما ذكره عالم الفلك فيل بليت. ويُظهر هذا مدى التباعد الذي يمكن أن يحدث بين الأرض والقمر.
تأثير مهمات أبولو على دقة القياسات
بفضل رواد الفضاء في مهمات أبولو، أصبحت قياسات المسافة بين الأرض والقمر دقيقة للغاية. في الستينيات والسبعينيات، تم وضع عواكس على سطح القمر تُمكن العلماء من توجيه أشعة ليزر عليها وقياس الوقت الذي تستغرقه في العودة. هذا يوفر بيانات دقيقة جدًا حول المسافة المتغيرة.
تأثير المسافة على ظاهرة القمر العملاق والقمر الصغير
عند الحضيض، يكون القمر أكثر سطوعًا بنسبة 30% ويبدو أكبر بنسبة 14% مما هو عليه عند الأوج. هذه الظاهرة تُعرف باسم القمر العملاق عندما يكون القمر في أقرب نقطة، والقمر الصغير عندما يكون في أبعد نقطة. ورغم أن هذه الظواهر تحدث خلال الدورة القمرية البالغة حوالي 27 يومًا، إلا أن المسافة والفصول القمرية ليست مترابطة بشكل مباشر.
أهمية الدقة في قياسات المسافة للمهمات الفضائية
بالنسبة للجمهور العام، المسافة المتوسطة بين الأرض والقمر تعتبر كافية. لكن التخطيط للبعثات الفضائية إلى القمر يتطلب قياسات أكثر دقة. على الرغم من أن التغير في المسافة يمكن أن يؤثر قليلاً على زمن السفر، إلا أن هناك عوامل أخرى، مثل مسار الرحلة وظروف موقع الهبوط، تكون أكثر أهمية.
القمر عبر الزمن: تباعد مستمر عن الأرض
أوضح نوح بيترو، من ناسا، أن القمر كان أقرب بكثير من الأرض في تاريخه المبكر، وقد بدأ في الابتعاد تدريجيًا منذ أكثر من 4 مليارات سنة. نحن محظوظون لأننا نعيش في زمن يسمح لنا برؤية الكسوف الشمسي الكامل، حيث يحجب القمر الشمس تمامًا.
خاتمة
المسافة بين الأرض والقمر ليست رقمًا ثابتًا، بل تتغير باستمرار وفقًا لمدار القمر الإهليجي. فهم هذه التغيرات يساعد العلماء في التخطيط لمهمات الفضاء ويمنحنا الفرصة للاستمتاع بظواهر فلكية نادرة. ومع استمرار القمر في الابتعاد عن الأرض، قد تتغير هذه الظواهر بمرور الوقت.