في الوقت الذي يستعد فيه الاحتلال الإسرائيلي للرد على الهجمات الإيرانية التي استهدفت الأراضي المحتلة الثلاثاء الماضي، تتزايد المخاوف من انزلاق الشرق الأوسط لحرب شاملة.
ولكن بحسب تقرير نشرته شبكة رويترز نقلًا عن بعض الخبراء في صنع القرار الاستخباراتي والعسكري، اليوم الجمعة، فإن هناك بعض العوامل التي قد تمنع جر المنطقة إلى حافة الهاوية.
وبحسب الخبراء فإن تراجع إسرائيل عن هجمة انتقامية ضد إيران غير مرجح، بعد أن أمطرت الأراضي المحتلة بـ181 صاروخًا باليستيًا قبل أيام.
ومع ذلك، قال المسؤولون في دولة الاحتلال لنظرائهم الأمريكيين أن ردهم سيكون مدروسًا، رغم أنهم لم يقدموا حتى الآن أي تفاصيل عن خطة الرد.
كيف سيرد الاحتلال؟
ويقول المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي السابق والمفاوض خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين في الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، آفي ميلاميد، إن الاحتلال سيختار أهدافه في إيران بعناية شديدة.
وأضاف: “من المرجح أن تتمثل تلك الأهداف في المواقع الإيرانية ذات الأهمية العسكرية، وهي البنية التحتية للصواريخ ومراكز الاتصالات ومحطات الطاقة.
واستبعد العديد من الخبراء الاستخباراتيين والدبلوماسيين أن تشمل الضربة المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية.
ويتوقع الخبراء أن يتسبب الرد الإسرائيلي في رد فعل إيراني آخر، قد يشمل ضرب منشآت نفطية تابعة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ومن بينها دول خليجية.
الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية والذي شغل منصب المدير الأعلى لشؤون إيران في مجتمع الاستخبارات الأميركي من عام 2008 إلى عام 2017، نورمان رول، إن التنبؤ بطبيعة الرد الإسرائيلي قد يكون صعبًا.
وأضاف: “إذا اختارت إسرائيل توجيه ضربة إلى إيران، فإنها قد تشمل الصواريخ الإيرانية وبنية فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني التي دعمت الهجمات التي تشنها طهران ووكلاؤها على إسرائيل”.
وتوقع رول أيضًا أن تستهدف قوات الاحتلال المنشآت الإيرانية الخاصة بتكرير البنزين والديزل للاستهلاك المحلي، بدلًا من تلك المخصصة لصادرات النفط، وذلك حتى تمنعها من رد متبادل على المنشآت الخليجية وكذلك يحاول أن يحد من ارتفاع أسعار النفط.
فرص الحرب الشاملة
يستبعد الخبراء أن تشهد المنطقة حربًا طاحنة على غرار الحروب التي دارت في العقود الماضية بين الدول المتعارضة، وذلك حال امتداد الصراع بين إيران والاحتلال لنطاق أوسع.
ويقول الخبراء إن المواجهات الحالية تضم طرفان متحاربان فقط وهما الاحتلال وإيران، وكل منهما في منطقة تبعد عن الأخرى بآلاف الكيلومترات وتفصلهما صحراء شاسعة.
وأوضحوا أن تلك المسافة الضخمة بينهما منعت من تبادل الضربات الجوية والعمليات السرية، أو الانخراط في مواجهات مباشرة أكثر حدة.
من ناحية أخرى تحاول إيران توخي الحذر في ردود فعلها، فعلى الرغم من تعهدها بتدمير دولة الاحتلال، إلا أنها لم تشن هجمات على الأراضي المحتلة إلا مرتين، إحداهما في أبريل الماضي ردًا على تفجير إسرائيل لقنصليتها في سوريا والأخرى الأسبوع الماضي بعد مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله.
ومن ناحية تورط دول أخرى في الصراع، فالأمر سيكون صعبًا خصوصًا وأن مصر التي خاضت حروبًا مع الاحتلال الإسرائيلي على أواخر العقد الماضي، ووقعت معاهدة صلح معه في 1979، ليس لديها مصلحة للانخراط في الحرب.
أما سوريا، حليفة إيران والتي خاضت أيضًا معارك ضد إسرائيل في الماضي، فقد غرقت في انهيار اقتصادي بعد عقد من الحرب الأهلية.
وبشأن دول الخليج ومن بينهم شركاء أمنيون للولايات المتحدة، فهي أيضًا لا تسعى لأن تتورط في الصراع.
ومن جانبها أكدت الولايات المتحدة أكثر من مرة أنها ستقف بجانب إسرائيل وستدافع عنها بكل قوتها ضد أعدائها، ولكن من غير المتوقع أن تشارك واشنطن بقوات برية في الصراع كما فعلت في حربي الخليج في عامي 1990 و2003 عندما خاضت الحرب ضد العراق.
المصدر: رويترز