لا يزال الرد الإسرائيلي على الضربات الصاروخية الإيرانية هو الشغل الشاغل للعالم أجمع، في ظل المخاوف من توسع الصراع الإقليمي الحالي ليكون حربًا طويلة الأمد.
وجاءت الضربات الإيرانية على تل أبيب بـ181 صاروخًا باليستيًا، ردًا على الهجمات الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية والتي أدى أبرزها إلى مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، وكذلك تفجير أجهزة اللاسلكي الخاصة بالجماعة اللبنانية المسلحة.
كما تأتي الهجمات الإيرانية ردًا على مقتل زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران خلال حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل شهرين.
ولم تتردد إسرائيل في التأكيد على أنها سترد على تلك الهجمات الإيرانية، إذ صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إيران ارتكبت خطأً كبيرًا وستدفع ثمنه.
وبدورها قالت إيران إن أي محاولة من إسرائيل للرد على هجماتها الأخيرة، يتُقابل برد أعنف ما أثار المخاوف من احتدام الصراع، خصوصًا في ظل موافقة أمريكية على انتقام إسرائيلي من إيران بعيد عن المنشآت النووية.
رد مدروس
تحاول الولايات المتحدة في الوقت الحالي إقناع إسرائيل بالرد على الهجمات الإيرانية ولكن بشكل محدود ومدروس، بدلًا من منعها عن الرد نهائيًا.
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الإدارة الأمريكية تتواصل مع إسرائيل باستمرار خلال هذه الفترة لبحث الرد المناسب والذي سيكون على الأغلب عسكريًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن طلب من قيادة الاحتلال تجنب استهداف المنشآت النووية الإيرانية عند الرد على طهران.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أمريكي، فإن خيارات الرد تتضمن هجمات على وكلاء إيران في المنطقة، أو استهدف قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا واليمن.
ولم يتطرق بايدن في حديثه من الصحفيين، أمس الأربعاء، لتفاصيل المناقشات مع إسرائيل بشأن عملية الرد، ولكنه أكد أنه لا يدعم هجومًا إسرائيليًا على المنشآت النووية الإيرانية.
تأثير محدود
بالنظر إلى الأحداث سيتضح أن بايدن لم يعد يملك ذات التأثير القوى على نتنياهو، وهو ما زاد من غضب الرئيس الأمريكي الحالي وفق صحيفة بوليتيكو.
وكشفت الصحيفة نقلًا عن بعض المسؤولين الأمريكيين، أن المحادثات والمكالمات الأخيرة بين بايدن ونتنياهو كان يتخللها الكثير من المشادات مؤخرًا.
وخلال المناقشات الأخيرة بين واشنطن وتل أبيب، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن ما فعلته إيران هو تصعيد غير مسبوق.
وتواصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع زعماء مجموعة السبع لبحث فرض عقوبات على إيران.
وتحاول الولايات المتحدة رغم تأييدها للرد الإسرائيلي تجنب جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، معلنة أنها رفضت الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية اللبنانية.
وكشفت شبكة ABC عن مساع أمريكية لتحجيم الرد الإسرائيلي على إيران، وحث المسؤولون الأمريكيون إسرائيل على صرف النظر عن فكرة استهداف البنية التحتية لطهران التي قد تتضمن شبكات الطاقة أو النفط.
وبدلًا من ذلك نصحت إدارة بايدن بأن تستهدف الضربات منشأة عسكرية، ما قد يحول دون تصعيد الصراع.
وقال المسؤولون في إدارة بايدن إن عدم تسبب الضربة الإيرانية في خسائر فادحة داخل الأراضي المحتلة قد يجعل مهمة إقناع إسرائيل بضربة مدروسة أسهل.
واستبعد المسؤولون في نفس الوقت أن تلجأ إسرائيل لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية.
المصدر: Politico