في عمق الكون، بعيدًا عن الكواكب التي نعرفها في نظامنا الشمسي، توجد عوالم غريبة تفوق كل ما نتخيله. بفضل التكنولوجيا المتقدمة في مجال التلسكوبات،حيث تمكن العلماء من اكتشاف أكثر من 5,600 كوكب خارج المجموعة الشمسية. يمكن القول بأن هذه الكواكب، المعروفة باسم الكواكب الخارجية، تختلف بشكل كبير في ظروفها وتركيباتها، حيث تتنوع بين عوالم مليئة بالحمم وأخرى تغمرها المياه. لذلك في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض أغرب وأروع الكواكب التي تم اكتشافها.
1. كوكب الجحيم: 55 Cancri e
55 Cancri e، المعروف بـ”كوكب الجحيم”، هو كوكب صخري يزيد حجمه عن الأرض بثماني مرات. سطحه مغطى بحمم سائلة، ويُعتقد أن الأمطار على هذا الكوكب قد تكون مكونة من الحمم البركانية. كذلك يبعد عن الأرض حوالي 41 سنة ضوئية ويشكل هدفًا هامًا للدراسات العلمية، رغم أن الظروف على سطحه تجعله مستحيلًا للعيش.
2. كوكب المياه المحتمل للحياة: K2-18 b
يقع K2-18 b على بعد 120 سنة ضوئية من الشمس ويُعتبر من الكواكب التي تقع في “المنطقة الصالحة للحياة”، مما يعني أن ظروفه قد تسمح بوجود مياه سائلة وربما حياة. باستخدام تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي، اكتشف العلماء إمكانية وجود محيط مائي في هذا الكوكب، وقد تم رصد مواد كيميائية تشير إلى وجود نشاط بيولوجي مشابه للنباتات البحرية على الأرض.
3. كوكب “تاتوين” الحقيقي: Kepler-16b
يُشبه Kepler-16b كوكب “تاتوين” الشهير من سلسلة أفلام “حرب النجوم”. يدور هذا الكوكب حول نجمين، مما يجعله يبدو كما لو أنه يشهد شروقًا مزدوجًا للشمس. رغم جاذبيته السينمائية، فإن سطحه الغازي يجعل من الصعب العيش عليه أو حتى الوقوف عليه. كذلك فهو يبعد حوالي 200 سنة ضوئية عن الشمس.
4. الكوكب العملاق المحير: LHS 3154b
اكتُشف LHS 3154b ككوكب عملاق يثير دهشة العلماء، حيث أنه أكبر من الأرض بـ13 مرة، ولكنه يدور حول نجم صغير جدًا، أقل كتلة من الشمس بتسع مرات. هذا الأمر يجعل وجود هذا الكوكب منافياً لما نعرفه عن تكوين الكواكب، وهو ما يجعله هدفًا للدراسات المستقبلية.
5. الكوكب الأكبر حجمًا في الكون: HAT-P-67 b
يُعتقد أن HAT-P-67 b هو الأكبر من حيث العرض بين الكواكب المعروفة. يبلغ عرضه ضعف عرض المشتري، لكن كثافته منخفضة جدًا، مما يجعله كوكبًا منفوخًا أشبه ببالون. رغم حجمه الهائل، كتلته لا تتجاوز ثلث كتلة المشتري.
6. الكوكب “الرملي”: WASP-107b
يُعد WASP-107b كوكبًا ذو كثافة منخفضة جدًا، ما يجعله يبدو “منفوشًا” عند رصده عبر التلسكوبات. تشير الدراسات الأخيرة باستخدام تلسكوب “جيمس ويب” إلى أن هذا الكوكب قد يحتوي على غيوم مكونة من جزيئات السيليكات الدقيقة، مما يعني أن هذا العالم الغريب قد يشهد أمطارًا من الرمال.
7. كوكب “العين”: LHS 1140 b
LHS 1140 b، الذي يُعرف بكوكب “العين”، يقع على بعد 50 سنة ضوئية من الأرض ويتميز بسطح فريد من نوعه. تدور معظم أجزاء هذا الكوكب حول نجمها تحت الجليد، باستثناء منطقة دائرية تسطع عليها أشعة النجم، مما يخلق محيطًا دائريًا محتملاً قد يكون مكانًا مناسبًا لوجود الحياة.
8. كوكب البيض الفاسد: HD 189733 b
HD 189733 b هو كوكب غازي يحتوي غلافه الجوي على مركبات كبريتيد الهيدروجين السامة، والتي تُشبه رائحة البيض الفاسد. يبعد الكوكب 64 سنة ضوئية عن الأرض، على الرغم من حرارته المرتفعة لدرجة تمنع الحياة، فإن قدرته على إنتاج مركبات كهذه تجعله هدفًا هامًا للدراسات حول إمكانية اكتشاف علامات الحياة على كواكب أخرى.
9. الكوكب المحتمل لكوكب “فولكان”: HD 26965 b
في تكرار للخيال العلمي، يُعتقد أن HD 26965 b قد يكون مشابهًا لكوكب “فولكان”، موطن الدكتور سبوك في سلسلة “ستار تريك”. يدور حول النجم 40 Eridani A، وهو نفس النجم الذي يُزعم أنه يحوي كوكب “فولكان” في المسلسل. ومع ذلك، فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذا الكوكب قد لا يكون موجودًا فعليًا.
10. الكوكب ذو السحب الزجاجية: WASP-17b
WASP-17b هو كوكب غريب تدور حوله سحب مكونة من جزيئات السيليكا، وهي مركبات مشابهة للزجاج. كذلك يعرف هذا الكوكب بأنه شديد الحرارة، وتصل درجة حرارة غلافه الجوي إلى 1,500 درجة مئوية، مما يؤدي إلى تكوين سحب زجاجية دقيقة في سمائه.
خاتمة
عالم الكواكب الخارجية مليء بالعجائب التي تفوق خيالنا. بفضل التقدم التكنولوجي، أصبحنا قادرين على اكتشاف عوالم جديدة وغريبة تفوق ما يمكننا تصوره في أفلام الخيال العلمي. لذلك مع استمرار البحث والاكتشاف، من المحتمل أن نجد المزيد من هذه العجائب التي ستغير مفهومنا عن الكون والحياة فيه.