لوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى بأن بلاده تدرس استخدام الأسلحة النووية حال سماح الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بالصواريخ بعيدة المدى الغربية.
ولذلك بات التساؤل الأهم الآن هو هل تُقدم روسيا فعلًا على هذه الخطوة؟
إجابة هذا السؤال مهمة باعتبارها ستشكل مسار الحرب، فإذا كان بوتين يستخدم هذا التلويح من أجل المماطلة كما تعتقد أوكرانيا وبعض أنصارها فقد يشعر الغرب بالرغبة في تعميق دعمه العسكري لكييف بغض النظر عن تهديدات موسكو.
ولكن إذا كان الأمر جادًا فإنه يفتح الباب لأن يشهد العالم حربًا عالمية ثالثة، وهو ما تخشاه واشنطن.
الصواريخ بعيدة المدى
يأتي هذا التهديد بعد مباحثات غربية بشأن السماح لأوكرانيا استخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى لضرب روسيا، وهو أمر لم يُبت فيه بعد.
وقال بوتين إن روسيا قد تفعل ذلك للرد على هجوم تقليدي تشنه أوكرانيا عبر الحدود باستخدام الطائرات والصواريخ بعيدة الغربية، وستعتبر موسكو أي قوة نووية منافسة تدعم أوكرانيا بأنها طرفًا في الهجوم.
وكان الغرب مد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ Storm Shadows البريطانية، وستحتاج أوكرانيا إلى دعم الأقمار الصناعية الغربية للقيام بتلك الخطوة.
وبحسب ما قاله الدبلوماسي السوفييتي والروسي السابق، نيكولاي سوكوف، فإن خطوة مثل هذه تعني أنها قد تؤدي إلى حرب نووية.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي زار واشنطن هذا الأسبوع، وأقر الرئيس بايدن حزمة جديدة من المساعدات لكييف بقيمة 8 مليارات دولار.
ردود فعل
على الفور وصفت أوكرانيا ما يقوله الرئيس بوتين بأنه “ابتزاز نووي”.
ويرى المستشار السابق لوزير الداخلية الأوكراني، أنطون غيراشينكو، في تصريحات لبرنامج “إكس”: إن بوتين لا يمتلك الجرأة لاستخدام الأسلحة النووية، لأن ذلك سيجعله منبوذًا.
من جانبه، رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تحذير بوتين يخلو من المسؤولية كما أن توقيته سيئ، بخلاف أنها ليست المرة الأولى التي يهدد فيها باستخدام النووي.
واتهم أندرياس أوملاند، المحلل في المعهد السويدي للشؤون الدولية، بوتين بممارسة ألعاب العقل.
ويقول أوملاند أن تصريحات بوتين عبارة عن خدعة وليس لها أساس من الصحة، وأنها بمثابة لعبة يقوم بها الكرملين بغرض تخويف وتهديد الدول المساندة لأوكرانيا.
وقال الباحث في الدكتوراه وخبير الدفاع في أوسل، فابيان هوفمان، إنه سيكون من الخطأ أن تُعطى تصريحات بوتين أكثر من حجمها.
وأضاف أن الحالة الوحيدة التي تستدعي القلق هو عندما تُعلن روسيا عن استعدادات فعلية لاستخدام الأسلحة النووية.
ومن بين هذه الاستعدادات وفق هوفمان، هي إزالة الرؤوس الحربية من المخازن وربطها بمركبات التسليم لتوجيه ضربة تكتيكية.
كما سيتم تجهيز الصوامع ووضع القاذفات في حالة تأهب – وكلها أمور من شأنها أن تكتشفها وكالات الاستخبارات الأميركية، بحسب قوله.
المصدر: رويترز