تعرض حزب الله اليوم الثلاثاء لهجوم سيبراني كبير، حيث انفجرت المئات من أجهزة الاستدعاء المحمولة في وقت متزامن تقريبا في أنحاء مختلفة في لبنان وأجزاء من سوريا، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص على الأقل بينهم أعضاء في الحزب.
وأشار المسؤولون في حزب الله بأصابع الاتهام إلى الكيان الإسرائيلي فيما بدا أنه هجوم متطور عن بعد أدى إلى إصابة أكثر من 2700 شخص بينهم السفير الإيراني، في وقت تتصاعد فيه التوترات عبر الحدود اللبنانية.
ماذا حدث لأجهزة الاتصال؟
كانت أجهزة النداء التي انفجرت قد حصل عليها حزب الله مؤخرا بعد أن أمر حسن نصر الله زعيم الحزب أعضاءه بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة، محذرا من إمكانية تعقبهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية.
وقال مسؤول في حزب الله لوكالة أسوشيتد برس إن أجهزة النداء كانت علامة تجارية جديدة لم يستخدمها الحزب من قبل.
وأوضح المسؤول أنه في حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي للبنان، بدأت أجهزة النداء تسخن ثم تنفجر في جيوب وأيدي أولئك الذين يحملونها، خاصة في إحدى ضواحي بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع في شرق لبنان، ودمشق في سوريا.
وأشار يهوشوا كاليسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، إلى أن ما حدث قد يكون نبضة إلكترونية أُرسلت من بعيد وأحرقت الأجهزة وتسببت في انفجارها، مؤكدًا إنها ليست عملا عشوائيا؛ بل كانت متعمدة ومعروفة.
بينما يرى أليكس بلتساس، خبير الأسلحة في المجلس الأطلسي، أن الصور التي شوهدت لآثار العملية أظهرت علامات انفجار، موضحًا أن حريق بطارية ليثيوم أيون يكون له أثر مختلف، وأنه لم أر قط بطارية تنفجر بهذه الطريقة، وأنها تبدو وكأنها شحنة متفجرة صغيرة.
وأضاف بلتاس أن هذا يثير احتمال أن تكون إسرائيل على علم بشحنة أجهزة استدعاء متجهة إلى حزب الله وتمكنت من تعديل أجهزة الاستدعاء قبل التسليم.
موقف الكيان الإسرائيلي
رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الأمر أو نفي الاتهامات الموجهة إليه، حيث جاءت الانفجارات بعد ساعات من إعلان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي إحباط محاولة لحزب الله لقتل مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق باستخدام عبوة ناسفة مزروعة يمكن تفجيرها عن بعد.
ويملك الاحتلال الإسرائيلي تاريخ في تنفيذ عمليات قاتلة خلف خطوط الطرف الآخر، وكان الكيان قد قتل عناصر من حركة حماس قبل ذلك باستخدام هواتف محمولة مفخخة، كما يعتقد على نطاق واسع أنها كانت وراء هجوم فيروس ستوكسنت على البرنامج النووي الإيراني في عام 2010.
رد حزب الله
أصدر حزب الله بيانًا أوضح فيه أن أجهزة الاستدعاء التي يستخدمها أشخاص يعملون في مؤسسات الحزب بدأت في الانفجار بشكل غامض، مما أدى إلى مقتل فتاة صغيرة وعضوين من الحزب وإصابة عدة أشخاص.
وأشار البيان إلى أن الحزب يجري تحقيقا “أمنيا وعلميا” في الانفجارات المتزامنة، ودعا إلى عدم الاستماع إلى الشائعات التي تعتبر جزءاً من الحرب النفسية في ظل تهديد إسرائيل بتغيير الحقائق على الأرض على طول حدودها الشمالية.
وأضاف الحزب في بيانه أنه بكل فئاته وأطيافه في حالة تأهب قصوى للدفاع عن لبنان وشعبه الصامد.
المصدر: