أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسومًا بزيادة عدد القوات المسلحة الروسية بنحو 180 ألف جندي، ليصل إجمالي الجنود النشطين إلى 1.5 مليون جندي، وهو ما يجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم بعد الجيش الصيني.
تفاصيل القرار وأثره الدولي
وفقًا للمرسوم الذي نُشر على الموقع الرسمي للكرملين، فإن الزيادة الجديدة سترفع العدد الإجمالي للقوات المسلحة الروسية إلى 2.38 مليون شخص، منهم 1.5 مليون جندي نشط.
وبحسب بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن هذه الزيادة تجعل روسيا تتخطى الولايات المتحدة والهند من حيث حجم الجنود النشطين، لتصبح في المرتبة الثانية بعد الصين، التي تمتلك جيشًا يبلغ تعداده أكثر من مليوني جندي.
خطوة ثالثة منذ الحرب على أوكرانيا
يأتي هذا التوسع العسكري في وقت تخوض فيه روسيا حربًا على أوكرانيا، حيث تسعى القوات الروسية إلى التقدم على خطوط المواجهة الشرقية التي تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر.
وعلى الرغم من أن عدد سكان روسيا يفوق أوكرانيا بثلاثة أضعاف، إلا أن الخسائر البشرية في المعارك كانت كبيرة بالنسبة للطرفين، ولا توجد أي مؤشرات على قرب نهاية الصراع.
منذ عام 2022، أمر بوتن بزيادة عدد القوات المقاتلة مرتين، بالإضافة إلى تعبئة جنود الاحتياط والمجندين، حيث أمر في أغسطس 2022 بزيادة عدد القوات بمقدار 137 ألف جندي بحلول بداية العام الجديد، وهو ما رفع عدد أفراد الجيش إلى ما يزيد قليلاً عن 2 مليون فرد، بينهم 1.15 مليون جندي نشط.
وفي ديسمبر، أمر بوتن بزيادة رسمية أخرى للقوات بمقدار 170 ألف جندي ، ليصل العدد الإجمالي إلى 1.32 مليون جندي نشط.
إصلاح شامل للجيش الروسي
أوضح أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي، أن هذه الزيادة تأتي ضمن خطة شاملة لإصلاح القوات المسلحة، تلبيةً لما وصفه بالمتغيرات الدولية وتهديدات “الشركاء الأجانب السابقين”.
وأضاف كارتابولوف أن روسيا بحاجة لتشكيل وحدات عسكرية جديدة لحماية حدودها الشمالية الغربية، بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تحديات تواجه الزيادة
رغم تأكيد الكرملين عدم وجود خطط لتعبئة جديدة، يثار الجدل حول قدرة روسيا على تحمل التكاليف الباهظة لهذه الزيادة.
وأشار الخبير العسكري دارا ماسيكوت، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إلى أن موسكو قد تواجه صعوبات في تمويل هذه التوسعات، وقد تضطر لاتخاذ خطوات غير شعبية مثل توسيع التجنيد الإجباري أو فتح المجال أمام النساء للخدمة العسكرية.
المصدر: