حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة من محاولات التفوق على موسكو في منطقة آسيا، في ظل تنامي التوترات الجيوسياسية، جاء ذلك في الوقت الذي أجرت فيه سفن حربية روسية وصينية تدريبات مشتركة، ضمن أكبر مناورات بحرية روسية منذ الحقبة السوفيتية.
مناورات “أوشن 2024”
بدأت البحريتان الروسية والصينية مناورات عسكرية في شمال بحر اليابان لتعزيز حماية “النشاط الاقتصادي” في المنطقة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وتمت تعبئة ما مجموعه 400 سفينة روسية و120 طائرة ومروحية و90 ألف شخص للمشاركة في مناورات “أوشن-2024″، وهي من “أهم” التدريبات هذا العام، بحسب الوزارة الروسية.
وكانت وزارة الدفاع اليابانية أكدت أنها رصدت خمس سفن بحرية صينية متجهة نحو روسيا نهاية الأسبوع الماضي في بحر اليابان.
وفي هذا السياق أعلن بوتين أن المناورات الاستراتيجية الأوسع نطاقًا، والتي تحمل اسم “أوشن 2024″، ستُجرى من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهادئ، وتهدف إلى اختبار جاهزية الوحدات القتالية واستخدام الأسلحة عالية الدقة، بما في ذلك الأنواع الجديدة الواعدة. وأضاف أن هذه المناورات ستأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من “العملية العسكرية الخاصة” التي نفذتها روسيا في أوكرانيا.
ووفقًا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، فإن الهدف من هذه التدريبات هو تعزيز مستوى التنسيق الاستراتيجي بين الجيشين الصيني والروسي.
ومن المتوقع أن تستمر هذه المناورات حتى 16 سبتمبر، بمشاركة أكثر من 90 ألف جندي روسي، وأكثر من 400 سفينة، و125 طائرة، و7500 وحدة من الأسلحة.
سباق التسلح
شدد بوتين خلال تصريحات متلفزة، على أهمية تعزيز التعاون العسكري مع الدول الصديقة، في ظل ما وصفه بمحاولات الولايات المتحدة الحفاظ على هيمنتها العسكرية والسياسية العالمية بأي ثمن.
وأكد الرئيس الروسي أن واشنطن تسعى إلى تحقيق التفوق العسكري وبالتالي كسر توازن القوى الحالي وإثارة سباق التسلح، قائلًا: “تسعى الولايات المتحدة، من خلال تصرفاتها العدوانية، إلى تحقيق ميزة عسكرية ملموسة، وبالتالي كسر البنية الأمنية وتوازن القوى القائم في منطقة آسيا والمحيط الهادي. الولايات المتحدة تثير بالفعل سباق تسلح، من دون لفت الاعتبار لأمن حلفائها الأوروبيين والآسيويين”.
وأضاف بوتين: “نرى أن الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على هيمنتها العسكرية والسياسية العالمية بأي ثمن، ولتحقيق هذه الغاية، تحاول، باستخدام أوكرانيا، إلحاق هزيمة استراتيجية ببلدنا، وبحجة مواجهة التهديد الروسي المزعوم واحتواء الصين، تعمل الولايات المتحدة وأتباعها على زيادة التواجد العسكري بالقرب من الحدود الغربية لروسيا، وفي القطب الشمالي وفي منطقة آسيا والمحيط الهادي”.
المصدر: