سياسة

“مسيّرات التنين”.. سلاح أوكراني يُطلق نيران جهنم على روسيا

شنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، أكبر هجوم بالطائرات المسيرة حتى الآن على العاصمة الروسية موسكو، ما أدى لمقتل امرأة وتدمير عشرات المنازل.

شنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، أكبر هجوم بالطائرات المسيرة حتى الآن على العاصمة الروسية موسكو، ما أدى لمقتل امرأة وتدمير عشرات المنازل.

وقالت روسيا وهي أكبر قوة نووية في العالم، إنها تمكنت من تدمير نحو 20 طائرة أوكرانية بدون طيار هجومية خلال تحليقها فوق موسكو، إلى جانب 124 طائرة أخرى فوق 8 مناطق أخرى.

وأسفر الهجوم عن تحويل نحو 50 رحلة جوية من المطارات الموجودة حلو موسكو.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن الهجوم بالطائرات بدون طيار على الأحياء السكنية في الليل، لا يمكن وصفه بأنه عمل عسكري.

وأظهرت سلسلة من مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك على تطبيق تيليجرام التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية يوم الأربعاء، طائرات بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض وهي تسقط سيولاً من النيران – في الواقع معدن منصهر – على مواقع تحتلها روسيا بين خطوط الأشجار.

وقالت أوكرانيا إن هذا السلاح يمكنه حرق مواقع العدو بدقة لا يحققها أي سلاح آخر.

"مسيرات التنين".. سلاح أوكراني يُطلق نيران جهنم على روسيا
مسيرات التنين قادرة على حرق الغطاء النباتي بسرعة وسهولة

ما هي “مسيرات التنين”

هي طائرات تقذف النيران على المواقع العسكرية الروسية، وتعتمد على مادة “الثيرمايت”، وهي مزيج أبيض ساخن من مسحوق الألومنيوم وأكسيد الحديد.

يحترق الثيرمايت عند درجات حرارة تصل إلى 4000 درجة فهرنهايت (2200 درجة مئوية)، ويمكن أن يحرق الغطاء النباتي والمعادن بسرعة.

ويشبه الخليط الذي تُطلقه الطائرات النار التي ينفثها التنين الأسطوري، ومن هنا جاءت التسمية.

تم استخدام الثيرمايت في الحرب العالمية الثانية من قبل ألمانيا وحلفائها، كما استخدمه الجيش الأمريكي منذ ستينيات القرن الماضي حتى عام 2014.

وخلال العام الماضي، تم استئناف إنتاج الثيرمايت مرة أخرى.

وكانت بداية اكتشاف الثيرمايت في نهاية القرن التاسع عشر وتحديدًا فترة التسعينيات، وكانت تُستخدم في لحام مسارات السكك الحديدية.

ومع هذه القدرات لمادة الثيرمايت، إلى جانب خصائص الطائرات بدون طيار على تجاوز الدفاعات التقليدية، يخلق الجمع بينهما سلاحا فتاكًا في الحرب الحديثة.

وتأتي مادة الثيرمايت لتنضم إلى بقية أنواع الأسلحة الحارقة الأخرى مثل النابالم والفوسفور الأبيض، والتي تسبب دمارًا هائلًا وحرائق يصعب السيطرة عليها وأضرارًا بيئية واسعة.

الهدف من مسيرات “دراغون”

يقول المحلل في صناعة الدفاع والمتخصص في الحرب البرية وضابط سابق في الجيش البريطاني، نيكولاس دراموند، إن هذا السلاح خلق نوعًا من الخوف لدى العدو، وهو التأثير الأكبر له.

وقال دروموند لشبكة CNN: “إنها مادة سيئة للغاية. واستخدام طائرة بدون طيار لتوصيلها أمر مبتكر للغاية. ولكن استخدامها بهذه الطريقة سيكون تأثيرها نفسيًا أكثر منه جسديًا”.

وشدد دروموند على أن الثيرمايت يمكن أن يخلق رعبًا، وهو ما جعله يتمنى لو لم يكن في الجانب المتلقي لتلك القذائف.

ولا يحظر القانون الدولي استخدام الثيرمايت في الحروب، ولكن يُحظر استخدامه على الأهداف المدنية نظرًا للتأثيرات التي يتركها على جسم الإنسان.

وفي تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في عام 2022، قالت إن الثيرمايت يؤثر على العضلات والأربطة والأوتار والأعصاب والأوعية الدموية.

وبفرض نجاة الضحايا، فإن تلك المادة الحارقة تترك آثارًا وندوبًا، فضلًا عن علاجها الذي يتطلب أشهر من الرعاية.

المصدر: CNN/ رويترز