تُعتبر صناعة الأزياء العالمية واحدة من أكبر المساهمين في الانبعاثات الكربونية، إلى جانب استهلاك المياه وتوليد كميات كبيرة من النفايات. وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تترك هذه الصناعة أثرًا بيئيًا هائلًا يتطلب معالجة جادة. في هذا السياق، نستعرض في الإنفوجرافيك المرفق جزءًا من هذا الأثر البيئي من خلال عرض الانبعاثات الكربونية لأكبر شركات الأزياء المدرجة في البورصة عالميًا استنادًا إلى تقارير الاستدامة الخاصة بها.
أكبر شركات الأزياء في العالم
تعد شركات مثل LVMH، Nike، وInditex من بين أكبر الشركات في صناعة الأزياء من حيث القيمة السوقية. تمتلك هذه الشركات علامات تجارية فاخرة ومشهورة عالميًا، مثل Louis Vuitton، Dior، Zara، وGucci. إجمالي القيمة السوقية لهذه الشركات يتجاوز 1.2 تريليون دولار، بناء على ذلك تتضح القوة الاقتصادية الكبيرة لهذه الصناعة.
الأثر البيئي السلبي لأكبر شركات الأزياء
ومع ذلك، لا تقتصر هذه القوة على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد تأثيرها إلى البيئة أيضًا، حيث أسهمت هذه الشركات في أكثر من 73 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2022. وللمقارنة، فإن هذه الكمية من الانبعاثات.. تُعادل تقريبًا إجمالي الانبعاثات السنوية لدولة مثل المغرب في عام 2023.
البصمة الكربونية لعمالقة الأزياء
في عام 2022، كانت شركات مثل Nike وInditex وAdidas من بين أكبر المساهمين في الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم في صناعة الأزياء. تمثلت نسبة كبيرة من هذه الانبعاثات في انبعاثات النطاق 3، وهي الانبعاثات غير المباشرة التي تحدث نتيجة عمليات التصنيع والتوريد، مثل إنتاج المواد الخام والتخلص من المنتجات بعد استخدامها.
تعتبر انبعاثات النطاق 3 من أصعب أنواع الانبعاثات التي يمكن قياسها بدقة، ما يفتح المجال لاحتمالية تقديم بعض الشركات أرقامًا غير دقيقة أو أقل من الواقع في تقارير الاستدامة الخاصة بها.
التحديات البيئية لصناعة الأزياء
يمثل التأثير البيئي لصناعة الأزياء تحديًا كبيرًا، حيث تسهم العمليات الصناعية الضخمة لهذه الشركات في تفاقم أزمة تغير المناخ. إلى جانب الانبعاثات الكربونية، كذلك تشمل التأثيرات البيئية الأخرى استهلاك الموارد الطبيعية مثل المياه، وزيادة النفايات، خاصة من خلال إنتاج الملابس السريعة التي غالبًا ما يتم التخلص منها بسرعة.
ورغم المحاولات المتزايدة للشركات لتبني ممارسات أكثر استدامة وتقليل انبعاثاتها الكربونية، إلا أن التأثير العام لهذه الصناعة يظل هائلًا.. ويستدعي اتخاذ خطوات أكثر جدية ومستدامة.
خلاصة
تُظهر البيانات أن صناعة الأزياء، رغم أهميتها الاقتصادية، تحمل مسؤولية كبيرة تجاه البيئة. يجب على الشركات العالمية الكبرى أن تستمر في تحسين ممارساتها الصناعية.. والحد من تأثيراتها السلبية على البيئة من خلال تبني سياسات أكثر استدامة وشفافية أكبر في تقاريرها البيئية.