في الوقت الذي يستعد فيه العالم لمتابعة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. تثار التساؤلات حول المرشح الذي قد يفضله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في ضوء الأوضاع السياسية الراهنة، وبالرغم من أن البعض قد يعتقد أن بوتين يفضل الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن التحليلات تشير إلى أن بوتين قد يميل لتفضيل نائب الرئيس كامالا هاريس.
لماذا يفضل بوتين التعامل مع كامالا هاريس؟
تقييم روسي ضعيف لهاريس
وسائل الإعلام الروسية التي تخضع لسيطرة الدولة تتحدث عن هاريس بصورة سلبية. الروس يرونها غير كفؤة سياسياً، ويعتقدون أنها يمكن أن تكون غير متزنة وسهلة التلاعب بها.. مما يجعلها هدفًا مريحًا لبوتين.
استمرار سياسات بايدن
تتوقع موسكو أن هاريس ستواصل السياسات التي تبناها بايدن، والتي تسعى لتحويل الولايات المتحدة إلى نظام يعتمد على المساواة القسرية وزيادة التحكم الحكومي. الروس يرون أن هذه السياسات مشابهة للأنظمة الاشتراكية التي تسببت في انهيار الاتحاد السوفيتي، ويعتبرون أن مثل هذا المسار السياسي سيدفع الولايات المتحدة نحو الانهيار، وهو ما يخدم مصالحهم.
ردود أفعالها الضعيفة
سبق أن وصفت هاريس بوتين بعبارات قاسية، بما في ذلك اتهامه بالوحشية وتحميله مسؤولية وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني. من ناحية أخرى الروس يرون أن هذه التصريحات تدل على تأثرها العاطفي وأنها يمكن أن تُستفز بسهولة، مما يجعل التعامل معها أقل خطورة بالنسبة لهم.
لماذا يخشى بوتين من ترامب؟
ترامب قوي في اتخاذ القرارات
على الرغم من الاحترام المتبادل في العلن، إلا أن ترامب اتخذ العديد من الإجراءات القاسية ضد روسيا. أسس قوة الفضاء الأميركية في 2019 لحماية الأقمار الصناعية الأميركية من الهجمات الروسية، وهي خطوة شكلت تهديداً مباشراً على القدرات الروسية في الفضاء.
سياسات عسكرية صارمة
في عام 2018، أمر ترامب بشن هجمات إلكترونية ضد شبكة الكهرباء الروسية، في خطوة جاءت كرد مباشر على الهجمات الإلكترونية التي كانت روسيا تشنها ضد الولايات المتحدة لعقود. بالإضافة إلى ذلك، أمر ترامب بتطوير سلاح نووي منخفض القوة لمواجهة التهديدات الروسية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في النزاعات.
القدرة على الردع العسكري
خلال فترة حكمه، أظهر ترامب استعداده لاتخاذ إجراءات حازمة ضد روسيا، كما حدث عندما تصدى الجنود الأميركيون لهجوم من مقاتلي الأسد ووحدات روسية في سوريا، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود الروس. رد بوتين كان معدومًا، مما يوضح أن ترامب لم يكن خائفًا من استخدام القوة عند الضرورة.
التعامل مع الخصوم بصرامة
لم يتردد ترامب في القضاء على قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في 2020، وهي خطوة لم يتجرأ على اتخاذها أي رئيس أميركي سابق، مما جعله هدفًا للانتقام من قبل إيران. هذه الحادثة أثبتت لبوتين أن ترامب لا يتهاون في التعامل مع أعداء الولايات المتحدة.
هل يمكن لترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟
ترامب ادعى أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال “24 ساعة” إذا تم انتخابه، مما أثار تساؤلات حول مدى التنازلات التي قد يقدمها لبوتين. في الوقت الحالي، روسيا تتمتع بموقف قوي على الأرض في أوكرانيا.. وتبدو مستعدة لحرب طويلة الأمد، بينما لا يملك الغرب قدرات صناعية كافية لدعم أوكرانيا في صراع ممتد.
خاتمة
رغم أن البعض قد يتوقع أن بوتين قد يفضل التعامل مع ترامب، إلا أن الحقيقة قد تكون معقدة. بوتين يعرف أن ترامب ليس رجلًا سهل التلاعب به، وأنه قادر على اتخاذ قرارات صعبة لحماية المصالح الأميركية. في المقابل، يرى بوتين في كامالا هاريس شخصية أقل قوة.. وقد يعتقد أنه بإمكانه استغلال ضعفها السياسي لتحقيق مكاسب أكبر لروسيا.