شهدت معظم أنحاء اليونان شتاءً أخيرًا لم تتساقط فيه الثلوج تقريبًا، وصيفًا اتسم بالكثير من موجات الحر القاسية، وأشهرًا من قلة الأمطار والجفاف.
أدت هذه العوامل إلى انحسار المياه في بحيرة اصطناعية ضخمة تعدعى مورنوس توفر المياه لنحو نصف سكان اليونان، حيث تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
ونتيجة لذلك، ظهرت بقايا مبنى قرية كاليو التي غمرتها المياه عمدًا في عام 1980 لإنشاء خزان من شأنه أن يساعد في تلبية الاحتياجات المائية للعاصمة اليونانية أثينا، بعد انحسار منسوب المياه الناجم عن الجفاف.
صور القرية الغارقة في اليونان
جعل مناخ البحر الأبيض المتوسط الجاف في اليونان عرضة بشكل خاص لتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أدت إلى تفاقم حرائق الغابات الصيفية بما في ذلك الحرائق التي وصلت إلى ضواحي أثينا الشهر الماضي.
ويقول العلماء إن الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ يؤدي الآن إلى تدهور البحيرة.
تحيط مساحات كبيرة من التربة المتشققة بأنقاض قرية كاليو المفقودة، التي غمرتها المياه في عام 1980 لتكوين بحيرة لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة للعاصمة، على بعد حوالي 200 كيلومتر.
تقلصت مساحة سطح البحيرة من حوالي 16.8 كيلومتر مربع في أغسطس 2022 إلى 12 كيلومتر مربع هذا العام، وفقًا لصور الأقمار الصناعية الصادرة عن المرصد الوطني اليوناني.
قال كونستانتينوس جيروديموس، البالغ من العمر 90 عامًا، وهو أحد السكان السابقين في قرية كاليو الأولى: “عندما يتم الكشف عن المنازل الأولى، تدق أجراس الخطر بشأن نقص المياه”.
وأضاف “جيروديموس” أن المنطقة شهدت جفافًا مماثلاً في عام 1993، وتم تعويضه في الشتاء بمجرد بدء هطول الأمطار.
وتابع: “لقد مرت 30 سنة منذ ذلك الحين، وبالطبع كان مستوى البحيرة ينخفض، لكن تساقطت الثلوج والأمطار في الشتاء، مما أدى إلى تجديد كمية المياه”.
وقال: “الآن أصبح الوضع أشبه بالكابوس، فمع انخفاض منسوب المياه، سوف تنكشف أبنية القرية المغمورة بالمياه، وإذا لم تهطل الأمطار في الشتاء، فإن المشكلة سوف تتفاقم إلى حد كبير”.
وقال ديميتريس جيانوبولوس، رئيس بلدية دوريدا، “يومًا بعد يوم، ينخفض منسوب المياه”، وأضاف أنه لم يتم رؤية شيء مماثل منذ 33 عامًا.
ويخشى “جيانوبولوس” من أن الوضع سوف يتدهور أكثر إذا لم يكن هناك ما يكفي من الأمطار والثلوج في الشتاء المقبل.
المصادر:
