تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بيانات من دراسة تُثبت أن لقاحات mRNA المخصصة لكوفيد-19، تسببت في زيادة هائلة للوفيات.
وتضمنت المنشورات روابط للدراسة ولقطات شاشة من مقال يحتوي على نفس العنوان على موقع The People’s Voice.
ويأتي في المقال أن الدراسة وجدت أن اللقاحات المخصصة لكوفيد -19 كانت سببًا في زيادة أعداد الوفيات في أستراليا.
ولكن ما حقيقة تلك الدراسة؟
بحسب موقع AAP FactCheck فالدراسة كانت عبارة عن تحليل إحصائي للعلاقة بين الوفيات الزائدة وتوزيع جرعات معززة من التطعيم في أستراليا، ولكنها لم تثبت وجود علاقة عكسية بين الأمرين.
وكانت معظم التعليقات تتمحور حول العلاقة المزعومة بين اللقاحات وزيادة عدد الوفيات، وهو ما ينفيه الموقع وكذلك طبيعة الدراسة.
وجاءت الدراسة تحت عنوان “العلاقة بين الوفيات الزائدة في أستراليا حسب الولاية والتطعيمات المعززة”، والتي تم تأليفها من قبل ديف ألين من كلية الرياضيات والإحصاء في جامعة سيدني ونشر في يوليو 2024.
نتائج الدراسة
وبتواصل وكالة AAP FactCheck مع البروفيسور ألين قال إن الادعاء الوارد في المقالة لا يمثل نتائج دراسته وأن إثبات السببية أمر صعب للغاية.
واعتمد ألين في الدراسة على طريقة إحصائية تُسمى تحليل الانحدار لتحليل البيانات حول الوفيات الزائدة وإجمالي التطعيمات للربع الأول من عام 2023 ومحاولة تحديد العوامل التي ربما كان لها تأثير.
وقال البروفيسور ألين: “كل ما يفعله تحليل الانحدار هو ملاءمة خط لمجموعة من نقاط البيانات”.
وأكد البروفيسور ألين أن الاستنتاجات التي تداولتها المنشورات لا تمثل بحثه بشكل دقيق، ولم يتم ذكر النتائج المتداولة بتلك الطريقة في أي مكان من قبل.
وأكد أن الارتباط لا يعني بالضرورة التسبب، بخلاف أن السببية أمر يصعب إثباته علميًا.
وقال البروفيسور ألين أن ربط الأمرين ببعض يتطلب دراسة أعمق ونتائج أدق، خصوصًا وأنها قضية مهمة تتعلق بسياسة الصحة العامة ولها آثار ضخمة.
من جانبها قالت الباحثة في الخدمات الصحية كاتي بيل، وهي عالمة أوبئة سريرية في كلية الصحة العامة بجامعة سيدني، إن ارتفاع الوفيات بالتزامن مع تلقي اللقاحات لا يعني بالضرورة أن الظاهرتين مرتبطتان.
وبحسب ما نقل موقع AAP FactCheck عن بيل، فإنه لا يوجد دليل على أن تلقي اللقاح تسبب في وفيات زائدة، وقد ترجع بعض تلك الحالات إلى نقص الرعاية الصحية وتأخرها كما في أستراليا.
المصدر: AAP FactCheck