في قلب الصحراء السعودية، تقع صخرة النصلة، إحدى أكثر التشكيلات الجيولوجية إثارة للإعجاب والغموض. هذه الصخرة المدهشة، التي تتكون من كتلتين ضخمتين من الحجر الرملي مفصولتين بخط دقيق ومستقيم، تثير دهشة العلماء والزوار على حد سواء. مع ذلك يظل تفسير الفجوة الرفيعة التي تفصل بين الكتلتين لغزًا لم يتم حله بالكامل، لكن العلماء قدموا عدة نظريات حول هذا التشكيل الفريد.
تعد صخرة النصلة من أبرز التشكيلات الصخرية في شمال غرب المملكة العربية السعودية. يبلغ ارتفاعها حوالي 6 أمتار وعرضها 9 أمتار، وهي تتألف من كتلتين ضخمتين تبدوان وكأنهما مقسومتان بسكين دقيق. بينما الفجوة بين الكتلتين لا تتجاوز بضع سنتيمترات، مما يضفي على المشهد طابعًا فريدًا.
إحدى النظريات الرئيسية حول تكوين الفجوة هي أنها نتجت عن حركة في الصفائح التكتونية للأرض. في هذه المنطقة النائية من السعودية، حيثما يعرف أن هناك تحركات أرضية طفيفة قد تكون تسببت في تشقق الصخرة. غير أن السؤال الكبير هو: كيف أصبحت الفجوة ناعمة ومستقيمة بهذا الشكل؟
بالنظر إلى طبيعة الصحراء المحيطة بالصخرة، يُعتقد أن الرياح المحملة بالرمال قد لعبت دورًا كبيرًا في تنعيم الجانبين على مدى آلاف السنين. في النهاية يمكن للرياح أن تعمل كعامل صقل طبيعي، حيث تُسهم الجزيئات الرملية في تشكيل السطح الأملس للصخرة.
النظرية الأخرى تفسر الفجوة بأنها قد تكون تشكلت نتيجة لتراكم الماء في شقوق صغيرة. عندما تجمد الماء، تمددت الشقوق تدريجيًا حتى انقسمت الصخرة إلى نصفين. ويُعتقد أن هذه العملية قد حدثت قبل آلاف السنين.
بالرغم من تعدد النظريات، لا يزال الغموض يحيط بتشكيل صخرة النصلة. يبقى السؤال عن كيفية تشكيل هذه الفجوة بهذه الدقة وبهذا المستوى من النعومة بلا إجابة مؤكدة. ما يضيف إلى هذا الغموض هو عدم وجود شواهد على أي تدخل بشري، مما يعزز من فكرة أن الصخرة قد تشكلت بالكامل بفعل الطبيعة.
تعد صخرة النصلة علامة فارقة في الجيولوجيا والطبيعة السعودية. إذ تثير هذه الصخرة العديد من الأسئلة حول تاريخ الأرض والعمليات الطبيعية التي أدت إلى تشكيلها. ستظل صخرة النصلة محط اهتمام العلماء والزوار الذين يتطلعون إلى كشف أسرارها والاستمتاع بجمالها الفريد.
