علقت إثيوبيا على التطوورات في منطقة القرن الأفريقي، والتي اعتبرتها مهددة لأمنها القومي، في أعقاب وصول طائرات عسكرية مصرية إلى الصومال، منتصف هذا الأسبوع.
طبيعة الخلاف الجديد بين مصر وإثيوبيا
كشفت وكالة “Reuters” أن طائرتين عسكريتين مصريتين وصلتا يوم الثلاثاء، إلى مطار آدم عدي الدولي في العاصمة الصومالية مقديشو، كان على متنهما معدات عسكرية وضباط ضمن إعادة تنظيم استراتيجي أوسع نطاقاً في منطقة القرن الأفريقي، حيث يسعى الصومال إلى تعزيز قدراته العسكرية من خلال الشراكات الدولية.
وأوضحت صحيفة “الصومال الجديد” أن مصر “تستعد للمشاركة في بعثة الدعم التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال والتي من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية الحالية بحلول يناير 2025.
وقال محللون لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن تلك الخطوة تستهدف تعزيز العلاقات بين البلدين عبر تدريب القوات الصومالية والمشاركة في قوات حفظ السلام.
وأصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، بيانًا، أكدت فيه أنها “تراقب بيقظة التطورات في منطقة القرن الأفريقي التي قد تهدد أمنها القومي”.
وعبرت الخارجية الإثيوبية عن قلقها من تحوّل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال إلى “بعثة باسم ومهمة جديدتين” تحت مسمى بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال، معتبرة أن هذه الأحداث تقود المنطقة إلى “المجهول”.
وقال البيان إن حكومة الصومال “تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”.
ولم تذكر الخارجية الإثيوبية اسم مصر بشكل مباشر في البيان إلا أنه جاء بعد الكشف عن وصول القوات المصرية للصومال مباشرة.
وتعززت العلاقات بين مصر والصومال هذا العام، بعد أن وقّعت إثيوبيا اتفاقا مبدئيا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، لاستئجار منفذ ساحلي مقابل اعتراف محتمل باستقلالها عن الصومال.
ووصفت حكومة مقديشو الاتفاق بأنه “تعدٍ على سيادتها”، وقالت إنها ستعرقله بكل الطرق الممكنة، كما نددت مصر بالاتفاق مع أرض الصومال.
ووقعت مصر بروتوكول تعاون عسكري مع مقديشو في وقت سابق من هذا الشهر، وعرضت المشاركة بقوات في بعثة حفظ سلام جديدة في الصومال.
وتشهد العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا توترات منذ سنوات، بسبب سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل، والذي تقول مصر إنه “يهدد” أمنها المائي.
ونشأ الصراع بين الصومال وإثيوبيا بعد أن وقعت إثيوبيا وأرض الصومال مذكرة تفاهم في 2024 تستخدم إثيوبيا بمقتضاها أحد موانئ أرض الصومال.
ما هي أرض الصومال؟
أعلنت أرض الصومال، المطلة على خليج عدن، الانفصال عن الصومال عقب الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991.
وجاءت هذه الخطوة بعد صراع بين قوات بري والانفصاليين الذين خاضوا حرب عصابات في الإقليم، وهو الصراع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير العديد من المدن.
ورغم أنه لم تعترف دولة بها، إلا أن الاقليم يتمتع بنظام سياسي ومؤسسات حكومية وقوة شرطة وعملته الخاصة، وعاصمته هيرجيسا وأهم مدنه بربرة.
ويقود أرض الصومال الرئيس موسى عبدي الذي يتولى منصبه منذ نوفمبر 2017 خلفًا لأحمد سيلانيو.
وتبلغ مساحة أرض الصومال 177,000 كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى 5.7 مليون نسمة، ويتحدث سكانها الصومالية، والعربية، والإنجليزية.
في عام 2016 احتفلت أرض الصومال بمرور 25 عامًا على إعلان استقلالها، لكنها لا تزال غير معترف بها.
المصادر: