تمرين بسيط يساعد على تحسين الحالة النفسية وتقليل الاكتئاب، وهو التأمل الذهني فهو ممارسة تهدف إلى تحقيق الوعي والتركيز على اللحظة الحاضرة، مما يساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر، ويعتبر أداة فعالة لتعزيز الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة، حيث يمكنه تطوير مهارات الانتباه والتوازن العاطفي بشكل مستدام.
فوائد التأمل الذهني وفق أحدث الدراسات
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحي من جامعتي باث وساوثهامبتون، أن ممارسة التأمل الذهني يومياً لمدة قصيرة يمكن أن تحسن بشكل كبير من الصحة العقلية وتساهم في تعزيز نمط حياة أكثر صحة.
وأظهرت النتائج أن تخصيص 10 دقائق فقط يوميًا لليَقظة الذهنية قد يرفع من مستوى السعادة، ويقلل من مستويات الاكتئاب والقلق، ويحفز على تبني عادات صحية مثل تحسين الروتين الرياضي والغذائي والنوم.
شملت الدراسة 1247 مشاركًا بالغًا من 91 دولة، وأظهرت أن جلسات اليقظة الذهنية القصيرة، كانت لها آثار إيجابية ملحوظة، وزع الباحثون المشاركين، الذين كان أغلبهم يفتقرون للخبرة في ممارسة اليقظة الذهنية، عشوائيًا على مجموعة لتطبيق الروتين اليومي لمدة شهر، وأخرى للاستماع إلى مقتطفات من قصة “أليس في بلاد العجائب” كمجموعة تحكم، وشملت الجلسات تمارين الاسترخاء، وتحديد النوايا، ومسح الجسم، والتركيز على التنفس، والتأمل الذاتي.
تحسنات ملحوظة بعد 30 يومًا
أظهر المشاركون في برنامج تدريب اليقظة الذهنية لمدة 30 يومًا تحسنات ملحوظة، حيث أفادوا بانخفاض مستويات الاكتئاب بنسبة 19.2% وتحسن عام في صحتهم بنسبة 6.9%، وسجلت مستويات القلق انخفاضًا بنسبة 12.6%، وتحولت مواقفهم تجاه الصحة إلى الإيجابية بنسبة 7.1%.
عند متابعة المشاركين بعد شهرين، أظهرت المجموعة التي مارست اليقظة الذهنية تحسنًا مستدامًا في صحتها العامة، وانخفاضًا في مستويات الاكتئاب، وتحسنًا في جودة النوم، مما يؤكد على الفوائد طويلة الأمد لهذه الممارسات، كذلك تحسين الوعي وضبط النفس والامتنان.
أداة فعالة لتعزيز الصحة العقلية وتطوير عادات صحية
قالت عالمة النفس ماشا ريمسكار، الخبيرة في تغيير السلوك واليقظة والتمارين الرياضية في جامعة باث، أن هذه الدراسة تظهر أنه حتى الممارسات اليومية القصيرة للتأمل الذهني يمكن أن تقدم فوائد ملموسة، مما يجعلها أداة بسيطة وقوية لتعزيز الصحة العقلية.
وأوضحت أن فوائد اليقظة الذهنية تمتد لتشمل سلوكيات صحية أخرى، مثل تحسين جودة النوم وتعزيز الرغبة في اتباع أسلوب حياة صحي، وتساهم في تطوير المهارات النفسية اللازمة لبناء عادات صحية، مشيرة أنهم يسعون في أبحاثهم المستقبلية لإثبات أن هذه المهارات يمكن استخدامها لتحسين مجموعة متنوعة من السلوكيات الصحية، من ممارسة الرياضة بانتظام إلى الإقلاع عن التدخين.
المصدر: