انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تزعم أنها تظهر كائنًا عملاقًا غريبًا على أحد شواطئ المكسيك. الصورة، التي نُشرت في 14 أغسطس على فيسبوك، أرفقت بتعليق يقول: “كائن مقلق يظهر على سواحل المكسيك”.
لكن بعد التحقق، نكتشف أن هذه الصورة قد تم التلاعب بها رقميًا، وأن النسخة الأصلية منها تعود إلى عام 2011 وتظهر حوتًا ميتًا على شاطئ في تشيلي وليس في المكسيك، حسب USA الأمريكية.
وتقول الصحيفة إن الصورة الأصلية تم التقاطها في نوفمبر 2011 في بلدة كورونيل، التي تقع على بُعد حوالي 300 ميل جنوب العاصمة التشيلية سانتياغو. وأفاد موقع “إيمول” التابع لصحيفة “إل ميركوريو” التشيلية أن جثة الحوت الميت جذبت اهتمام السكان المحليين. في النسخة المعدلة من الصورة، تم استبدال الحوت الميت بكائن غير معروف لإعطاء انطباع بوجود مخلوق غريب.
الجدير بالذكر أن حوادث جنوح الحيتان على الشواطئ، والمعروفة بـ”التجنيح”، ليست بالأمر النادر. يحدث هذا الأمر عادةً بسبب المرض أو الإصابة، حيث يُسجل حول العالم حوالي 2000 حالة جنوح حيتان سنويًا، وفقًا لمؤسسة الأسماك والحياة البرية في فلوريدا. ويرجح الباحثون أن الأسباب وراء هذا السلوك قد تعود إلى ارتباطات اجتماعية قوية بين الحيتان أو اضطرابات ناجمة عن الضوضاء البشرية في المياه.
وعلى الرغم من انتشار هذه الصورة عبر الإنترنت، فقد تم تصحيح هذا الادعاء سابقًا من قبل مصادر متعددة مثل “سنوبس” في عام 2016. لذا، تبقى الصورة مجرد نسخة معدلة رقمياً من حدث واقعي، وليس دليلًا على وجود مخلوق غريب.
وعلى الرغم من أن الصورة المعدلة أثارت جدلاً واسعًا، إلا أنها تسلط الضوء على قضية أخرى مهمة تتعلق بالتحقق من صحة المعلومات التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي. في العصر الرقمي، أصبح من السهل جدًا التلاعب بالصور والفيديوهات بطرق تبدو واقعية، مما يخلق تحديات كبيرة أمام الجمهور للتفريق بين الحقيقة والزيف. من الضروري أن يتحلى الجميع بالوعي ويستندوا إلى مصادر موثوقة قبل مشاركة أو تصديق أي محتوى.
وتعد ظاهرة تجنح الحيتان من الأحداث الطبيعية التي تثير اهتمام الباحثين والمجتمعات الساحلية على حد سواء. في حين أن البعض قد يفسر هذه الحوادث بأنها علامة على اضطرابات بيئية أو تغيرات في المحيطات، لا يزال السبب الدقيق لهذا السلوك غير واضح بشكل كامل. بعض النظريات تشير إلى أن الحيتان قد تصاب بخلل في نظام تحديد المواقع الخاص بها أو أنها تتأثر بالتلوث الصوتي الناتج عن الأنشطة البشرية مثل عمليات التنقيب البحرية أو الملاحة.
اقرأ أيضاً:
