رفض الجيش السوداني المشاركة في جولة التفاوض المقررة في 14 أغسطس الجاري بجنيف، في نهاية جولة المفاوضات بجدة، يوم الأحد، ولم يستجب لمطالب الوفد الأمريكي بإشراك ضابط أو مسؤول رفيع بالقوات المسلحة في المحادثات، فما سبب هذا القرار؟ وما تبعاته؟
لماذا يرفض الجيش السوداني المشاركة في محادثات إنهاء الحرب؟
قال رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان مرغني، في مقابلة مع برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية” إن قرار رفض المشاركة في محادثات جنيف منتصف هذا الشهر لا وجاهة له لأسباب عديدة.
وأضاف عثمان مرغني: “من المثير للدهشة أن هذه المفاوضات لمصلحة الجيش نفسه، فمنبر جدة كانت الأطراف فيه الجيش السوداني والدعم السريع، وهناك التزامات واتفاقات وقعت بين الطرفين، فإذا تم الآن تغيير الأطراف، بمعنى أزيح الجيش السوداني واستبدل بالحكومة السودانية، إذا سقطت الاتفاقات السابقة”.
وأوضح “مرغني” أن “الاتفاقات كانت مبنية على طرفين معلومين، فإذا تغير أحد أطراف الاتفاق أصبحت الاتفاقات غير ملزمة، ويتم التحول لعملية تفاوضية جديدة، وهو ما ترفضه الحكومة السودانية”.
ويعتقد “مرغني” أن طلب الجيش السوداني استبداله بالحكومة ما هو إلا حجة لإيقاف المشاركة في هذه المفاوضات.
وبيّن أن هذا القرار قد يكون نتيجة لضغوطات من أطراف سياسية داخلية تراهن على الحرب أكثر من السلام، وتعتقد أنها تستطيع تشكيل المشهد السياسي بعد الحرب كلما استمرت في إدارة الصراع إلى المدى الذي تشعر فيه أنها قادرة على فرض سطوتها.
فيديو | رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني يرجح تعرض الجيش السوداني لـ"ضغوطات من أطراف تراهن على الحرب بدلا من السلام"#هنا_الرياض pic.twitter.com/S0vB4GdNCk
— هنا الرياض (@herealriyadh) August 11, 2024
تبعات قرار الانسحاب من المفاوضات
قال رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية إن الانسحاب من المفاوضات “خطوة غير مدروسة، فلو كان هناك مشروع آخر مطروح من الحكومة السودانية للتعامل معه كبديل لمنصة المفاوضات في سويسرا أو أي مكان آخر كان من الممكن أن تكون هناك مقارنة بين مشروعين”.
وأضاف عثمان سوداني: “الواقع أن هذه هي الأطروحة الوحيدة المطروحة الآن أمام السودان، أن يكون هناك مفاوضات مباشرة بين الطرفين على هدى ما تم التوافق عليه في جدة واللقاءات السابقة، وأن يكون الاتفاق مدعومًا بقوى دولية تدعم تنفذيه”.
وواصل: “هذه أفضل وأسرع وسيلة لتحقيق السلام في كافة أرجاء السودان وليس فقط في العاصمة، ولكن هذه الخطوة تضع عائقًا قد يغلق الباب أمام السلام، وهو ما قد يدفع القوى الدولية التي ستجتمع في 14 أغسطس تتخذ قرارًا بالتدخل”.
فيديو | الجيش السوداني يرفض المشاركة في محادثات جنيف لإنهاء الحرب
ورئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني يوضح لـ #هنا_الرياض تبعات هذا القرار pic.twitter.com/Pi3jSuVsvy
— هنا الرياض (@herealriyadh) August 11, 2024
المصادر: