لا زال الشرق الأوسط في حالة ترقب حذر في ظل التهديدات الإيرانية بالرد على مقتل زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية في طهران.
ويوم الأربعاء الماضي، عقدت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها 57 دولة، اجتماعًا طارئًا بطلب من إيران لتناقش عملية الاغتيال ضمن أمور أخرى.
وتتهم إيران وحماس إسرائيل بالوقوف وراء مقتل هنية، فيما لم تؤكد أو تنفي إسرائيل صلتها بالأمر.
وقال وزير الخارجية الإيراني، باقري علي باقري، إنه لا يوجد حل آخر أمام بلاده سوى الرد على عملية الاغتيال، وأن الأمر سيحدث في الوقت المناسب.
ووصف كاني أيضا رد الفعل الإيراني المحتمل بأنه “ليس فقط دفاعا عن سيادتها وأمنها الوطني” بل أيضا “دفاعا عن استقرار وأمن المنطقة بأكملها”.
وكان هنية في مقر إقامته في بيت ضيافة مملوك للحرس الثوري الإيراني، لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، عندما تم استهدافه.
إلغاء الخطط الانتقامية؟
حتى الآن لا توجد أي مؤشرات حول طبيعة الرد الإيراني المتوقع، وسط المخاوف من أن يؤدي الانتقام إلى صراع أوسع مع إسرائيل.
ولكن خلال اجتماع منظمة التعاون الإٍسلامي، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن الخطوة الأولى نحو وقف التصعيد، هو وقف السبب الجذري له وهو العدوان الإٍسرائيلي المستمر على غزة.
ومن ناحيته أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة وحلفاءها تواصلوا بشكل مباشر مع إسرائيل وإيران وأبلغوهم بضرورة ألا يتم تصعيد الصراع.
وأشار بلينكن إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت مراحلها الأخيرة، وهذا التصعيد سيؤدي إلى المزيد من التعثر لها.
وبحسب تحليل نشرته شبكة “سي إن إن” فإن زيارة الصفدي إلى طهران خلال الأسبوع الماضي التي التقى خلالها بكلا من باقري والرئيس الإيراني، ويبدو أنه يعتقد أن إيران تبحث عن مخرج للتصعيد.
ولذلك ربما يكون وقف إطلاق النار هو الذريعة التي تستخدمها إيران للعدول عن الرد على مقتل هنية، في سبيل حماية أرواح المدنيين الفلسطينيين.
ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هو الآخر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال مكالمة هاتفية الأربعاء الماضي، بالتخلي عن الرد على إسرائيل.
ويقول التحليل إن بزشكيان يبدو أنه يستمع إلى تلك الدعوات، خصوصًا بعد رده الذي قال فيه إنه إذا كانت الولايات المتحدة والغرب تريد منع الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، فلابد أن تتوقف عن بيع الأٍلحة ودعم النظام الصهيوني، وإجباره على وقف الإبادة الجماعية والهجمات على غزة وقبول وقف إطلاق النار.
ماذا عن تحركات حزب الله؟
بحسب المشاركين في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، فإذا كان هناك أي تغيير سيحدث، فإنه سيكون من الخارج وتحديدًا من الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
ويأتي ذلك وسط التغييرات الأخيرة داخل حركة حماس بتعيين يحيى السنوار خلفًا لإسماعيل هنية، وهو قائد أكثر صرامة من سلفه، ويُثير التخوفات من صعوبات أكبر أمام محادثات وقف إطلاق النار.
ولكن بالنسبة لبايدن، فيبدو أن يحاول تجنب أي مواجهة مع الحكومة الإسرائيلية الأكثر تشددًا ويمينة في تاريخها، وهو ما يزيد من الإحباطات بشأن أي تقدم.
وبمجرد مغادرة وزير الخارجية الإيراني اجتماع جدة، تحول التركيز على تحركات حزب الله اللبناني، والذي يسعى أيضًا إلى الانتقام لمقتل قائده العسكري فؤاد شكر في بيروت قبل اغتيال هنية بساعات.
وأبدى مسؤول استخباراتي أمريكي لشبكة CNN المخاوف من أن يتحرك حزب الله بشكل منفرد، بعيدًا عن حماس.
ووفق التحليل فإن حزب الله كان دائمًا يقوم بتسديد الهجمات التي تترفع إيران عن القيام بها ضد إسرائيل، ولذلك فربما يوجه في المستقبل الكبير ضربة مزدوجة للانتقام لمقتل هنية وشكر.
وحال حدوث ذلك، ستجد إيران نفسها متورطة في صراع إقليمي مع إسرائيل، وهو أمر يخشاه الجميع.
المصدر: BBC