حصدت كيليا نمور أول ميدالية ذهبية في تاريخ العرب برياضة الجمباز ضمن منافسات أولمبياد باريس 2024 تحت مظلة الجنسية الجزائرية.
ولدت كيليا نمور وعاشت معظم السنوات التي بلغتها من عمرها في فرنسا، إلا أنها اختارت تمثيل الجزائر مؤخرًا، فما السبب؟
التعنّت الأوروبي يمنح الميدالية الأولى للعرب
قررت “نمور”، البالغ ةمن العمر 17 عامًا، المشاركة في أولمبياد باريس نيابةً عن الجزائر، بعد تبديل الجنسية العام الماضي الذي أعقب معركة طويلة الأمد مع الاتحاد الفرنسي للجمباز.
بدأ الصراع الذي أدى إلى حدوث خلاف بين “نمور” والاتحاد الفرنسي بمشكلة على مواقع تدريب المشاركين في الأولمبياد.
قطعت كيليا نمور طريقًا استثنائيًا نحو الانضمام للمنتخب الفرنسي للجمباز في سن صغيرة، بسبب أن عائلتها استقرت في قرية “أفوين” الواقعة في غرب فرنسا، والتي تضم صالة ألعاب رياضية، حيث قام مارك وجينا تشيريلسينكو بتدريب مجموعة من أفضل لاعبي الجمباز على مدار الثلاثين عامًا الماضية.
قال مارك تشيريلسينكو: “كانت إمكاناتها واضحة منذ صغرها، وفي عامي 2020 و2021، بينما كانت لا تزال صغيرة، تفوقت نمور على أقرانها الكبار في العديد من الأحداث الفرنسية، وفي عام 2021، أصبحت البطلة الوطنية في منافسات القضبان غير المستوية”.
وفي الوقت نفسه تقريبًا، أعلن الاتحاد الفرنسي للجمباز عن مبادئ توجيهية جديدة للتدريب، فبدلاً من اختيار الرياضيين المشاركين في الأولمبياد مواقع التدريب الخاصة بهمطلب منهم التدرب بدوام كامل تحت مظلة المعهد الوطني للرياضة والخبرة والأداء إما في فينسين، إحدى ضواحي باريس، أو في سانت إتيان، في جنوب شرق فرنسا.
بالنسبة للمرشحين الأولمبيين الذين يتدربون في أفوين، كان المرسوم بمثابة ضربة قوية. وقالت نمور إن مغادرة مسقط رأسها لم يكن حتى خيارًا.
وقالت البطلة الأولمبية: “لقد كنت هناك منذ ولادتي تقريبًا، ومنزلي على مسافة قريبة من صالة الألعاب الرياضية، وأنا سعيد حقًا بمدربي، فلماذا سأغادر؟”.
وفي عام 2021، تبين أن “نمور” يعاني من التهاب العظامم والغضروف المتقدم، وهو التهاب يرتبط غالبًا بالضغط المتكرر على المفصل.
وفي حين أن التهاب العظام والغضروف يمكن أن يكون شائعًا لدى لاعبي الجمباز، فإن شدة حالة “نمور” دفعت اتحاد الجمباز الفرنسي إلى التساؤل عما إذا كان سببها الإفراط في التدريب.
نفى مركز التدريب في قريتها التهمة عن نفسه، وعندما حصلت “نمور” على موافقة أطبائها الشخصيين لاستئناف التدريبات في مارس 2022، رفض طبيب الاتحاد.
فكرت عائلة “نيمور” في تمثيل الجزائر كوسيلة للخروج من المأزق، لأنهما يمتلكان جواز السفر الجزائري كونهما ولدا هناك، وكان لنمور الحق في الحصول على جواز سفر جزائري أيضًا.
رحب بها مسؤولو الجمباز الجزائريون؛ لأنها لديها القدرة على رفع مستوى هذه الرياضة ليس فقط في البلاد ولكن في جميع أنحاء أفريقيا، التي لم تحصل قط على ميدالية عالمية أو أولمبية في الجمباز النسائي قبل إنجاز “نيمور”.
المصادر: