منذ سبعينيات القرن الماضي، تضاعف أعداد سكان العالم بأكثر من الضعف، ليصبح 8 مليارات نسمة في 2024.
ولكن أعداد السكان لم تتزايد في جميع المناطق بشكل متساو، بل تباينت عدد المواليد في مناطق مختلفة حول العالم.
ولتوضيح اتجاه أعداد المواليد في كل منطقة من مناطق العالم، أعد موقع visualcapitalist التصور التالي، معتمدًا على أرقام من تقرير توقعات سكان العالم لعام 2024 الصادر عن الأمم المتحدة.
ولا بد في هذا الشأن الإشارة إلى أن منطقة أمريكا الشمالية تشمل الولايات المتحدة وبرمودا وكندا وغرينلاند وسانت بيير وميكلون.
ومن ناحية أخرى، تندرج المكسيك ضمن منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي.
طفرة السكان
خلال ال 60 عامًا الماضية، شهدت آسيا توقفًا في الطفرة السكانية، وفي المقابل استمرت أعداد المواليد في الارتفاع في قارة أفريقيا.
وسجلت آسيا أكثر من 60 مليون ولادة سنويًا خلال تلك الفترة، وبلغت الأعداد ذروتها بنحو 90 مليونًا في عام 1990.
ولكن بحلول عام 2012، بدأت أعداد السكان في التراجع الحاد بشكل ملحوظ في القارة.
وتركز أغلب المواليد في الهند والصين وإندونيسيا، وهي الدول الأعلى في عدد السكان عالميًا، إذ تحتل المراكز الأولى والثانية والرابعة.
وساعد في تعزيز دعم أعداد السكان الكبيرة القدرات الزراعية، كما عزز النمو التقدم الذي أحرزته علوم الأغذية والصرف الصحي والطب في القرن العشرين.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للاقتصادات الزراعية في المقام الأول مثل الهند، يُنظر إلى الأطفال على أنهم أصول للعمل في المزارع، وتأمين إمدادات الغذاء.
ولكن يبدو أن تحول البلدان الثلاثة الأعلى في نسبة السكان إلى الصناعة، تسبب في خفض أعداد المواليد وتباطأ النمو السكاني.
ولكن على الجانب الآخر، كانت القارة السمراء تشهد ارتفاعات سريعة في أعداد المواليد، إذ سجلت في عام 2023 نحو 43 مليون ولادة وبحسب تقديرات الأمم المتحدة الحالية، فإن أفريقيا ستشهد نموًا بنفس المعدلات خلال السنوات المقبلة، ليصل عدد السكان المتوقع في 2067 إلى 56 مليون ولادة جديد
تراجع المواليد وانتشار الشيخوخة
وأخيرا، ظلت معدلات المواليد في المناطق الأخرى مستقرة نسبيا، مع انخفاض طفيف في أوروبا، ومؤخرا في أميركا اللاتينية.
وتعاني البلدان الأوروبية من شيخوخة مرتفعة بين السكان بسبب انخفاض معدلات المواليد بشكل كبير، ما يثير الشكوك حول استدامة أنظمة الرعاية الاجتماعية.
وتخشى تلك البلدان التداعيات التي تعكسها شيخوخة السكان على الاقتصاد، سواء من ناحية القوى العاملة أو التحول في الطلب.
وكمثال ستؤدي الشيخوخة إلى رفع تكاليف الرعاية الصحية، ما ينعكس على زيادة الحاجة لأطباء وممرضات وعاملين جُدد.
ونتيجة لهذا، أصبح تعزيز الهجرة حلاً يُستشهد به في كثير من الأحيان، وإن لم يكن من دون ردود أفعال سياسية وثقافية معاكسة.
المصدر: visualcapitalist