بعد قصف بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المُحتل، حذّرت الولايات المتحدة جيش الاحتلال من ضرب أهداف حزب الله في بيروت خوفًا من “تفاقم الأمور بشكل خطير”.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن مجلس الأمن الإسرائيلي، اجتمع أمس الأحد، لمناقشة الرد العسكري على الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 12 طفلًا، حيث كان أحد الخيارات المطروحة هو شن ضربات في العاصمة اللبنانية.
وتتهم إسرائيل حزب الله بشن الهجوم الصاروخي، كما اتفق مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع هذا الاتهام، فيما نفى حزب الله مسؤوليته.
خطورة التصعيد
يتفق المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون، على أن حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستسبب دمارًا هائلًا على كلا الجانبين وقد تؤدي إلى حرب إقليمية.
ونفذت قوات الدفاع الإسرائيلية ضربات جوية على مواقع حزب الله ومراكز القيادة في لبنان منذ 8 أكتوبر من العام الماضي، بعد أن أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل دعمًا لهجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل.
وقالت إسرائيل وحزب الله إنهما نفذا ضربات مساء السبت الماضي، بعد هجوم مجدل شمس.
لكن إسرائيل لم تستهدف حتى الآن حزب الله في بيروت.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى تجميد المفاوضات حول اتفاق الرهائن والهدنة في غزة.
يوم الأحد، جرى اجتماع بين رئيس الموساد ديفيد بارنيع، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل؛ لمناقشة الاقتراح الإسرائيلي المحدث.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات حول القضايا الرئيسية في الأيام القادمة.
خلف الكواليس
يوم السبت، تحدث كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكستين، مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وأخبره أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، لكنها يجب أن تتجنب التصعيد الشامل وتقليل الخسائر المدنية، وفقًا لمسؤول إسرائيلي.
وأعرب هوكستين عن قلقه من أنه إذا ضربت إسرائيل بيروت، فإن حزب الله سيرد بإطلاق صواريخ طويلة المدى على إسرائيل، مما سيؤدي إلى تصعيد أكبر.
وقال هوكستين: “أي ضربة للقوات الإسرائيلية على بيروت هي بالتأكيد خط أحمر لحزب الله”.
ورفض البيت الأبيض التعليق على محادثاته الدبلوماسية الخاصة مع إسرائيل.
من جانبها، اتهمت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، حزب الله بشن الهجوم: “كان هذا صاروخهم، وأطلق من منطقة يسيطرون عليها”.
وشددت واتسون على أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل “ضد جميع التهديدات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله”، لكنها أكدت أن إدارة بايدن تعمل أيضًا على حل دبلوماسي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
رد مُرتقب
بعد اجتماع عُقد يوم الأحد الذي استمر 3 ساعات، سمح مجلس الأمن الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغالانت بتحديد نطاق وتوقيت الرد الإسرائيلي.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن مجلس الأمن الإسرائيلي وقوات الدفاع الإسرائيلية يريدان ردًا أقوى بكثير على حزب الله مما تم القيام به حتى الآن، لكنهم يريدون أيضًا “تجنب حرب شاملة”.
وتعتقد قوات الدفاع الإسرائيلية أن الرد القوي سيتسبب في اندلاع حرب كثيفة لعدة أيام وسيكون من الصعب احتواؤها.
ويرى مسؤول إسرائيلي أن الجانبان سيتخذان خطوة أبعد مما اتخذوا حتى الآن “لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكانهم تجنب السقوط في الهاوية”.