سياسة

الدروز بين مجدل شمس والكرمل والجليل.. فوارق شاسعة

يلقي الاحتلال الإسرائيلي باللوم على حزب الله اللبناني في حادث مقتل 12 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 30 آخرين إثر انفجار صاروخ في ملعب كرة قدم، مطلع هذا الأسبوع، بقرية مجدل شمس الدرزية الواقعة في مرتفعات الجولان.

وينفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث الذي يحمل جيش الاحتلال مسؤوليته، في الوقت الذي تظهر فيه القوى السياسية تخوفات من أن يؤدي هذا الفعل إلى حرب شاملة بين الطرفين المتصارعين وفق قواعد اشتباكات محددة منذ أكتوبر الماضي.

ويفتح هذا الحادث ملف الدروز في إسرائيل من جديد، حيث يعاني الكثير من أبناء هذه الطائفة تحت حكم الاحتلال باعتبارهم أقلية من المسلمين.

وتختلف اتجاهات الدروز الذين يتواجدون بقرية مجدل شمس عن غيرهم من جيرانهم الذين يقنطون الشمال الفلسطيني أيضًا، فما مُحددات هذا التابين؟

ليس كل الدروز سواء

تقع مجدل شمس في مرتفعات الجولان، وهي هضبة صخرية في جنوب غربي سوريا ذات أهمية استراتيجية كبيرة، احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967.

ورغم أن إسرائيل تحتل المنطقة منذ ذلك الحين، يعترف المجتمع الدولي بها، إلى جانب بقية مرتفعات الجولان، كجزء من سوريا.

كانت مجدل شمس تُدار في البداية تحت حكم المحافظة العسكرية الإسرائيلية، وفي عام 1981، صادق الكنيست على قانون مرتفعات الجولان، الذي قضى بدمج المنطقة في نظام المجالس المحلية الإسرائيلي.

لم تحظ هذه الخطوة لم تحظ باعتراف رسمي سوى من الولايات المتحدة، إبان رئاسة دونالد ترامب.

ومن بين المجتمعات الدرزية السورية الأربعة المتبقية في الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، تُعد مجدل شمس الأكبر، بجانب عين قينيا، مسعدة، وبقعاثا.

وفقاً لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، بلغ عدد سكان مجدل شمس 11458 نسمة في عام 2022، معظمهم من الطائفة الدرزية.

يعتبر سكان مجدل شمس مواطنين سوريين من قبل السلطات السورية، بينما منحتهم إسرائيل الإقامة الدائمة في عام 1981، وأصبح يحق لهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية الكاملة.

ومع ذلك، لم يتقدم سوى 20% من السكان للحصول على الجنسية الإسرائيلية حتى عام 2018.

ويحق لأولئك الذين يتقدمون بطلب للحصول على الجنسية الإسرائيلية التصويت والترشح للكنيست والحصول على جواز سفر إسرائيلي للسفر إلى الخارج.

أما غير المتقدمين للحصول على الجنسية الإسرائيلية، فيتم إصدار جواز مرور لهم من قبل السلطات الإسرائيلية، حيث لا تعترف بجنسيتهم السورية، ويتم تعريفهم في السجلات الإسرائيلية على أنهم “سكان مرتفعات الجولان”.

تقول صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الدروز في مرتفعات الجولان حافظوا على علاقات وثيقة مع سوريا حتى بعد أن استولت إسرائيل على المنطقة في عام 1967 وضمّتها فعليًا في عام 1981.

وتشير الصحيفة إلى أن من بين 21 ألف درزي يعيشون في أربع بلدات في الجولان الإسرائيلي، تُظهر أرقام وزارة الداخلية أن نحو 4300 منهم مواطنون إسرائيليون، بما في ذلك بعض الذين ورثوا “وضعهم القانوني” من آبائهم الذين قبلوا الجنسية سابقًا.

وفي تقرير سابق، وصفت الصحيفة “دروز الجولان” بأنهم “غير مكترثين” بإسرائيل، ففي عام 2018، لم يصوّت سوى 272 شخصاً في مجدل شمس، التي يبلغ عدد سكانها نحو 12 ألف نسمة، في الانتخابات المحلية.

ويعيش نحو 130 ألف درزي إسرائيلي في الكرمل والجليل في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يلتزم معظم الدروز في الكرمل والجليل بالتجند في جيش الاحتلال تحت مُسمى “حلف الدم” طمعًا في الحصول على حقوق متساوية مع اليهود.

منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، احتشد المدنيون في القرى الدرزية عبر الجليل وسلسلة جبال الكرمل من أجل تقديم الدعم للجيش، مع عشرات المبادرات لدعم عائلات الرهائن، والعائلات التي تم إجلاؤها من البلدات الحدودية لغزة والحدود الشمالية.

وبالإضافة إلى ذلك، انضم رؤساء البلديات والمجالس الدرزية، والمؤسسات العامة، والمطاعم، والعائلات الدرزية، والمدارس الابتدائية والثانوية، إلى الجهد التطوعي غير المسبوق.

في اليوم التالي لبدء الحرب، أنشأ المركز الدرزي الإسرائيلي في عسفيا، على جبل الكرمل بجوار دالية الكرمل، مقر المساعدة الدرزية، مستخدمًا مهارات اللغة العربية للمتطوعين الدروز لمساعدة المخابرات الإسرائيلية.

ويقوم المتطوعون بفحص مقاطع الفيديو التي نشرتها الفصائل الفلسطينية ولقطات محطات التلفزيون العربية، في محاولة للتعرف على المسلحين وتحديد مكان الرهائن.

كما يوفر المقر، حافلات مجهزة للجنود وأماكن إقامة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، كما قاد إنشاء وحدات الاستجابة السريعة في القرى الدرزية القريبة من الشمال؛ لإرسال الملابس والأطعمة والمشروبات وحتى المعدات العسكرية إلى الجنود على الجبهة.

الدروز

المصادر:

موقع bbc