سياسة

لماذا تتكرر حوادث تحطم الطائرات في نيبال تحديدًا؟

ضمن سجلٍ مؤسف من حوادث الطيران المميتة، شهدت نيبال، اليوم الأربعاء، حادث جديد أودى بحياة 18 شخصًا إثر تحطّم طائرة ركاب خلال إقلاعها في العاصمة كاتماندو.

ونجا من الحادث شخص واحد فقط كان ضمن طاقم مكون من فردين و17 فنيًا.. الطائرة المنكوبة كانت تابعة لشركة ساوريا النيبالية.

وأظهرت لقطات تلفزيونية رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق وتصاعد الدخان الأسود الكثيف في السماء، كما أظهرت صور أخرى عمال الإنقاذ وهم يبحثون في بقايا الطائرة المتفحمة، والمتناثرة في الحقول الخضراء، والجثث تُنقل إلى سيارات الإسعاف على نقالات.

تتعرّض نيبال لانتقادات بسبب سجلها الحافل بالحوادث، فمنذ عام 2000 لقي نحو 350 شخصًا حتفهم في حوادث تحطم طائرات أو مروحيات.

 

أبرز حوادث الطائرات في نيبال

11 يوليو 2023: لقي 6 أشخاص مصرعهم في تحطم مروحية بوسط نيبال.

15 يناير 2023: تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران يتي النيبالية، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها.

29 مايو 2022: لقي 16 نيباليا و4 هنود وألمانيين حتفهم على متن طائرة تحطمت بعد 15 دقيقة من إقلاعها من بوخارا.

27 فبراير 2019: تحطمت طائرة هليكوبتر بسبب سوء الأحوال الجوية في شرق نيبال، مما أسفر عن مقتل جميع 7 كانوا على متنها، بمن فيهم وزير السياحة.

12 مارس 2018: لقي 51 شخصًا من بين 71 كانوا على متن طائرة ركاب بنجالية حتفهم عندما تحطمت في طقس غائم أثناء هبوطها في مطار تحيط به التلال في العاصمة النيبالية.

24 فبراير 2016: تحطمت طائرة صغيرة وسط أحوال جوية سيئة، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 23 شخصا.

16 فبراير 2014: لقي 18 شخصا مصرعهم على متن طائرة صغيرة تحطمت في ظروف جوية سيئة. وكانت الطائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية النيبالية المملوكة للدولة.

28 سبتمبر 2012: تحطمت طائرة صغيرة بعد وقت قصير من إقلاعها من كاتماندو، ما أسفر عن مقتل 19 شخصًا، من بينهم سبعة ركاب بريطانيين وخمسة ركاب صينيين.

 

لماذا تتكرر حوادث الطائرات في نيبال؟

جعلت تضاريس نيبال الجبلية، السفر الجوي هو الخيار الوحيد للوصول إلى بعض المناطق، ورغم وجود بدائل، فإن البنية التحتية السيئة للطرق، وسهولة السفر الجوي القصير، وزيادة الدخل المتاح، أدت إلى زيادة سريعة في عدد المسافرين جوًا.

لكن الأزمة تظهر في صعوبة تحمّل مشغلو الطائرات تكلفة الطائرات الجديدة، ما يضطرهم إلى شراء الطائرات المستعملة الأرخص، وعلى الرغم من امتثالهم لـ4 من أصل 5 توصيات للتحقيق في الحوادث، إلا أن علاقاتهم الوثيقة مع القادة السياسيين المؤثرين تحميهم من التدقيق الصارم، حتى عند تجاوزهم لوائح السلامة.

بالإضافة إلى ذلك، لم تلتزم العديد من المطارات بمعايير أساسية مثل الأسوار، ومواقف السيارات، ومركبات الطوارئ.

رغم تأهيل الطيارين النيباليين بشكل جيد، إلا أن هناك حالات من عدم الانضباط.

الأمر الآخر، أن آلية التشغيل والسلامة الجوية في نيبال تعاني من الفوضى والفساد المستشري في جميع المجالات. حتى أن الفساد في الطيران تسبب في سقوط رئيس وزراء.

كما أن سلطة الطيران المدني في نيبال (CAAN) تلعب دور مقدم الخدمة والمنظم لقطاع الطيران، مما خلق تضاربًا في المصالح، خاصة فيما يتعلق بلوائح السلامة.

ومن المفارقات أن وزارة الثقافة والسياحة والطيران المدني لم تمتثل لنحو نصف توصيات التحقيق في الحوادث الموجهة للوزارة.