استيقظ العالم، اليوم الجمعة، على خلل تقني ضرب العالم بأسره، وتسبب في أعطال على مستوى شركات وكيانات عالمية.
وأدى هذا العُطل إلى تعطيل الخدمات التي تقدمها شركات عديدة، واضطرابات في المطارات وخطوط السكك الحديدية، والبورصات.
ونتج الخلل عن تحديث أمني من مجموعة CrowdStrike الأمريكية، وهي إحدى عمالقة الأمن السيبراني في العالم، وتصمم أنظمة الأمان للعديد من المؤسسات من خلال منصة Falcon التي تعتمد عليها كبرى الكيانات في العالم.
وتسبب ها التحديث الجديد في أزمة مع نظام التشغيل Windows من Microsoft، وهي أحد عملاء شركة CrowdStrike.
ويبدو أن أجهزة الكمبيوتر والخوادم تأثرت، مما يشير إلى أن ملايين أجهزة الكمبيوتر قد تحتاج إلى إصلاح لحل المشكلة بالكامل.
ولكن مايكروسوفت أعلنت أنها تمكنت من إعادة العمل لأنظمتها مرة أخرى، فيما يجرى العمل على اتخاذ خطوات لاستقرار الوضع.
وتزامنًا مع هذا الحادث، نسلط الضوء في السطور التالية على أكبر انقطاعات الإنترنت والأعطال الفنية التي حدثت منذ استخدام الإنترنت.
هجوم Dyn
نتج الخلل في 21 أكتوبر 2016، بسبب هجمات شنها قراصنة الإنترنت على الشركة، واستهدف نظام أسماء النطاقات (DNS) الخاص بالشبكات التي تديرها الشركة.
وتأثرت ملايين المواقع الشهيرة في كلا من الولايات المتحدة وأوروبا، وعطل الاتصال بمواقع مثل Airbnb وAmazon وBBC وCNN وeBay وNetflix وTwitter.
ويُصنف هذا الهجوم على أنه أكبر هجوم DDoS – أي الحرمان من الخدمة الموزعة- في التاريخ، وأسفر عن تعرض العديد من الأجهزة المتصلة بالإنترنت لثغرات وبرامج ضارة، من بينها الطابعات والكاميرات وأجهزة مراقبة الأطفال.
وتوقفت مئات المواقع الإلكترونية عن العمل، وانتشرت الفوضى وتكبد الشركات خسائر بملايين الدولارات.
الخطوط الجوية البريطانية
لم يقتصر تأثير انقطاع خدمات الإنترنت على الوصول إلى مواقع التسويق والترفيه فقط، بل إن الأمر يمتد في الكثير من الأحيان إلى وسائل النقل.
ففي 28 مايو من عام 2017، تسبب انقطاع خدمة الإنترنت في التأثير على سير رحلات الخطوط الجوية البريطانية، وتوقف أسطول الشركة بالكامل في المملكة المتحدة والعالم، وتعطلت رحلات آلاف الركاب.
وحدث الخلل بسبب خطأ غير مقصود من أحد المهندسين بفصل مصدر طاقة لا يمك وقفه، والذي يغذي مركز بيانات رئيسي تابع للخطوط الجوية البريطانية، ما أدى إلى إتلاف الخادم أثناء زيادة الطاقة اللاحقة.
وبالإضافة إلى دفع التعويضات الإلزامية والضربة التي لحقت بالإيرادات والأرباح، فإن العواقب الواضحة على سمعة شركة الطيران كانت لها تأثيرات دائمة.
وبحسب المعلومات التي نقلتها وسائل إعلام وقتها، فإن هذا العُطل كلف الشركة نحو 102 مليون دولار من الخسائر، بسبب تعطيل رحلات 75 ألف مسافر.
خدمات أمازون
شهدت خدمات الويب من أمازون (AWS) انقطاع لخدماتها في عام 2017، ما منع الملايين من مستخدمي الخدمة السحابية ومواقع الويب حول العالم من الوصول إلى الموقع.
ونتج هذا العطل عن خطأ تقني ضخم في خدمة التخزين المعتمدة على الويب S3، ما أسفر عن تعطيل مواقع أخرى بشكل كامل أو جزئي مثل Apple وVenmo وSlack وBusiness Insider وغيرها.
ويُعتقد أن المشكلة التي نشأت في مركز البيانات US-East-1 التابع لها كان من الممكن تجنبها لو قام المطورون بنشر تطبيقاتهم على مرافق مختلفة.
غوغل
يُعد غوغل من أشهر محركات البحث في العالم، ويعتمد عليه ملايين المستخدمين يوميًا في أعمالهم.
ولذلك كان انقطاع الخدمة في عام 2020 مؤثرًا لدرجة كبيرة، وعلى الرغم من أنه لم يستمر سوى لـ45 دقيقة فقط، إلا أنه يُصنف على أنه أكبر الانقطاعات التي ضربت الإنترنت على الإطلاق.
وتأثرت عدة مواقع بتوقف خدمات غوغل ومن بينها: Gmail، وGoogle Drive، وYouTube، وGoogle Calendar، وتطبيقات Google Home، وGoogle Maps.
ونتج العُطل عن فشل النظام الخاص بمساحة التخزين في غوغل من توفير مساحات بشكل تلقائي، ما أدى لتعطيله.
وخلال الفترة البسيطة التي حدث فيها الخلل، خسرت غوغل نحو 1.7 مليون دولار من عائدات الإعلانات بسبب توقف خدمة يوتيوب.
فيسبوك
شهد موقع التواصل الاجتماعي الشهير في 4 أكتوبر 2021، انقطاعًا توقفت به خدمات ميتا الأخرى مثل WhatsApp وInstagram وMessenger وOculus Quest الخاصة بمستخدمي سماعات الواقع الافتراضي.
وحدث الانقطاع الذي استمر لمدة 6 ساعات بسبب تغييرات حدثت في أجهزة التوجيه الخاصة بالتنقل بين المواقع IP، والتي تنسق حركة المرور على الشبكة بين مراكز البيانات.
واضطر الموظفون بسبب العُطل إلى اللجوء لإعادة تشغيل جميع الأنظمة يدويًا، والتي لم يتمكنوا من الوصول إليها في البداية لاستكشاف الأعطال الموجودة بها.
المصدر: techradar/ uptimerobot