سياسة

القلق يساور أوروبا بشأن نائب ترامب الجديد

بعد أن كان العديد من حلفاء أوروبا يخشون من احتمالية عودة ترامب للبيت الأبيض، تزايد القلق بالإعلان عن نائب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة “جيمس فانس”.

وباختيار فانس، يرسخ ترامب لمبدأ “أمريكا أولًا” الذي ستقوم عليه سياسته الخارجية حال فوزه بانتخابات الرئاسة المقرر لها 5 نوفمبر المقبل.

ولكن لماذا تخشى أوروبا “فانس”؟

باختيار فانس، تبددت بعد آمال حلفاء أمريكا الأوروبيين في تغيير ترامب لسياسته الخارجية إذا ما تم انتخابه.

وفانس من أبرز المعارضين لإرسال مساعدات أمريكية إلى أوكرانيا، كما انتقد حلف شمال الأطلسي وأعضائه الأوروبيين مرارًا وتكرارًا لعدم إنفاقهم ما يكفي على الدفاع.

وكانت ترامب هو من سمح لأمل تغيير السياسات بالتسرب إلى نفوس الأوروبيين، حينما توقف عن محاولاته لمنع الكونغرس من تمرير مساعدات لأوكرانيا قدرها 61 مليار دولار.

وقالت الخبيرة في الجغرافيا السياسية والأمن والتي تقود برنامج جيوستراتيجي الشمال التابع لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، كريستين بيرزينا، إن ترامب كان من الممكن أن يطلب ببساطة من الكونغرس عدم التصويت، ولكنه سمح بتمرير المساعدات، مضيفة أن فانس يبدو غير مهتم بأن يكون حليفًا لأوروبا.

وقدم فانس اقتراحات سابقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تتعلق بالتفاوض بين الطرفين، وهو ما رفضته الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، لأن كييف وقتها ستضطر أن تتنازل عن جزء من أراضيها.

ويرى فانس أن أوكرانيا لن تتمكن من تحقيق النصر حتى في ظل المساعدات الأمريكية والغربية.

القلق يساور أوروبا بشأن نائب ترامب الجديد
أطلق فانس انتقادات لاذعة لقيادات الدول الأوروبية وهو ما يثير التخوفات من سياسة ترامب الخارجية بعد فوزه المحتمل

رأي فانس في أوروبا

يتبنى فانس وهو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، وجهات نظر متشددة تجاه أوروبا، ما أثار التخوفات في نفوس العديد من الدبلوماسيين عبر المحيط الأطلسي.

الاتحاد الأوروبي

انتقد فانس بشدة بروكسل بسبب قرارها بحجب الأموال عن المجر وبولندا بسبب مخاوف تتعلق بالديمقراطية وسيادة القانون.

وقال وقتها إن أوروبا تحاول فرض وجهات نظرها الإمبريالية على بقية القارة.

المجر

يُعد فانس من أبرز المعجبين برئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، على غرار ترامب، ويعتبره مصدر إلهام.

ويبدي فانس إعجابه بسياسة أوربان في المجر التي تمنح الأزواج قروضًا وتسقطها فيما بعد إذا ظلوا معًا وأنجبوا أطفالًا.

بولندا

انتقد فانس رئيس الوزراء البولندي بسبب تعليقاته الغاضبة على عرقلة الجماهير للمساعدات المقدمة إلى أوكرانيا.

كما انتقد زعيم المجر وقال إنه يعتقل المعارضين السياسيين، مناشدًا إياه بمحاولة تخفيف دوافعه الاستبدادية.

وفي يناير الماضي، دعا فانس الحكومة البولندية لإعادة النظر في بعض الإجراءات الجديدة التي تقوض الحريات للمواطنين البولنديين والأمريكيين.

القلق يساور أوروبا بشأن نائب ترامب الجديد
فانس من أبرز المعارضين لإرسال مساعدات أمريكية إلى أوكرانيا

ألمانيا

وجه فانس العديد من الانتقادات إلى الجيش الألماني، وقال إنه بات عاجزًا عن أداء مهامه وأن سياستها في مجال الطاقة غبية.

كما هاجم فانس في فبراير الماضي القدرات الدفاعية الألمانية، وقال إن إنفاقها العسكري يفوق فرنسا بكثير كل عام، وكذلك سلوكها في حرب أوكرانيا الذي وصفه بـ “المشين”.

وقال فانس: “ألمانيا هي الاقتصاد الأكثر أهمية في أوروبا، لكنها تعتمد على الطاقة المستوردة والقوة العسكرية المستعارة”.

المملكة المتحدة

على الرغم من الصداقة التي تجمع بين السيناتور الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلا أن فانس لم يخشى مهاجمة بريطانيا ووصفها بـ “الدولة الإسلامية”.

وقال فانس إن المملكة المتحدة ستكون أول دولة إسلامية تحصل على سلاح نووي، في منافسة مع إيران وباكستان.

إيطاليا

لم تسلم رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة، جورجيا ميلوني، هي الأخرى من هجوم فانس.

وفي مقابلة أجريت معه في فبراير الماضي، قال فانس: “كان فوز ميلوني في إيطاليا بمثابة رفض واضح لسياسات الهجرة في بروكسل. ومع ذلك، كانت بمثابة كارثة كاملة عندما يتعلق الأمر بالحد من الهجرة إلى إيطاليا”.

المصدر: CNN