رياضة

سفراء السلام.. رياضيون وظفوا نفوذهم لصالح القضايا الإنسانية

لم يكتفِ هؤلاء الرياضيين بترك بصمتهم في سجلات الأرقام القياسية، بل أصبحوا رموزًا للنضال من أجل العدالة الاجتماعية والإصلاح

يمتد تأثير الرياضيين إلى ما هو أبعد من الملاعب والصالات الرياضية، حيث يستخدم العديد منهم شهرتهم للتأثير على القضايا الاجتماعية وإحداث تغيير حقيقي في العالم.

ولم يكتفِ هؤلاء الرياضيين بترك بصمتهم في سجلات الأرقام القياسية، بل أصبحوا رموزًا للنضال من أجل العدالة الاجتماعية والإصلاح، وألهموا الملايين وأثبتوا أن الرياضة يمكن أن تكون أداة قوية للتغيير الإيجابي.

ديديه دروغبا

يعد دروغبا من أفضل اللاعبين في تاريخ قارة إفريقيا حيث حقق العديد من النجاحات في الملاعب الأوروبية، وكان في بعض الفترات المهاج الأفضل على مستوى العالم.

إلا أن اللحظة الفارقة في حياة دروغبا لم تكن لحظة تتويجه بدوري أبطال أوروبا مع فريقه تشيلسي كما يعتقد البعض، بل إن دروغبا قد ساهم في إيقاف حربًا أهلية كانت على وشك الإندلاع في بلاده عام 2005، حيث قام دروغبا وزملاؤه في المنتخب بتسجيل كلمة للشعب الإيفواري عقب تأهلهم لكأس العالم 2006.

دروغبا قد ساهم في إيقاف حربًا أهلية كانت على وشك الإندلاع في بلاده عام 2005

ألقى وقتها دروجبا خطبة في غرفة الملابس قال فيها: «يا رجال ونساء ساحل العاج، أثبتنا اليوم أن بإمكان العاجيين أن يتعايشوا في سبيل هدف مشترك ألا وهو التأهل لكأس العالم، وعدناكم بأن الاحتفالات ستوحد الشعب واليوم نلتمسكم يجب ألا ينحدر بلدنا الإفريقي الغني إلى الحرب. أرجوكم، ألقوا أسلحتكم وأجروا انتخابات».

بعد ذلك أعلن أن مباراة المنتخب العاجي مع مدغشقر لن تقام في العاصمة أبيدجان كما كان مقررًا، بل في بواكي عاصمة المتمردين الرمزية لكي يبين للجميع على وحدة الشعب وضرورة نبذ الانقسامات.

ليبرون جيمس

في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، انتقد اللاعب ليبرون جيمس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حينها قالت المذيعة لورا إنجرام، أنه يجب أن يصمت ويمارس رياضة المراوغة، رافضاً أن يكون الأمريكيين من أصل إفريقي بلا صوت في الانتخابات.

وانضم جيمس إلى ناشطين وفنانيين سود عقب احتجاجات فلوريدا، وشكلوا منظمة “More Than a Vote”، التي تهدف إلى تسجيل الأميركيين من أصل أفريقي للمشاركة في الانتخابات الديمقراطية.

محمد علي

اعتقل وحكم عليه وحرم من لقبه وحقه في القتال لسنوات، لكنه ظل مدافعًا عن حقوق الإنسان ومعارضًا للحروب حتى وفاته في عام 2016

اعتنق الملاكم الأسطوري كاسيوس كلاي، الإسلام وأصبح محمد على، تلك الخطة التي أثارت غضباً كبيراً في أمريكا، كما أثارت مواقفه الاجتماعية جدلاً كبيراً، خاصة معارضته لحرب فيتنام، ورفض الانضمام للجيش وأعلن نفسه معترضًا ضميريًا.

اعتقل وحكم عليه وحرم من لقبه وحقه في القتال لسنوات، لكنه ظل مدافعًا عن حقوق الإنسان ومعارضًا للحروب حتى وفاته في عام 2016.

جيم أبوت

وصلت مسيرته المهنية لـ10 سنوات في دوري البيسبول الرئيسي، وعرف بكون رمزً للإرادة والعزيمة، بفضل ولادته دون يد يمنى.

تميز بإنه أحد أنجح الرياضيين المحترفين من ذوي الإعاقة، حيث ألهم أبوت جيلاً كاملاً من الأشخاص من جميع القدرات ليؤمنوا بقدرتهم على تحقيق أحلامهم الرياضية، فضلاً عن مواقفة تجاه ذوي الإعاقة.

روندا راوزي

في عام 2011، أعلن رئيس منظمة UFC، دانا وايت، أن النساء لن يقاتلن أبدًا في منظمته، وبعدها بعام واحد، تعاقد مع روندا راوزي، التي أصبحت أكبر نجمة في تاريخ فنون القتال المختلطة متفوقة على جميع المنافسين.

كان صعود راوزي للشهرة والمجد لحظة فارقة تجاوزت حدود فنون القتال المختلطة، فلم تعد عبارة “قاتلي مثل الفتاة” إهانة، بل أصبحت رمزًا للقوة والتميز.

فينوس ويليامز

قادت حملة علنية ناجحة لإجبار نادي عموم إنجلترا على تحقيق المساواة بين الجنسين في الأجر

واحدة من أعظم لاعبات التنس في التاريخ، ولها الفضل في إدخال عصر جديد للرياضيات من أصل أفريقي، كما خاضت معركة خارج الملعب لتحقيق العدالة.

نجحت في تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في الأجور، حيث كان الرجال يتقاضون أجورًا أعلى، لكنها قادت حملة علنية ناجحة لإجبار نادي عموم إنجلترا على تحقيق المساواة في الأجر.

حصلت ويليامز عام 2007 على 1.4 مليون دولار، وهو نفس المبلغ الذي حصل عليه روجر فيدرر، ولأول مرة في تاريخ التنس، تم تحقيق الأجر المتساوي بين الجنسين.

كولين كايبرنيك

بعد الاحتجاجات بسبب مقتل جورج فلويد، تغير المزاج الوطني وتم تبرئة كايبرنيك في العديد من الدوائر

انضم نجم اتحاد كرة القدم الأميركي السابق إلى صفوف الرموز التاريخية مثل محمد علي، بعدما ركع أثناء النشيد الوطني احتجاجًا على وحشية الشرطة وعدم المساواة تجاه السود في أمريكا، وأثارت تلك الخطوة جدلاً وأشعلت نقاشًا عالميًا حول حقوق الإنسان.

وتعرض كايبرنيك للسخرية على نطاق واسع، حتى من الذين وافقوا على قضيته باعتبار أن  أسلوب احتجاجه غير محترم.

وبعد الاحتجاجات بسبب مقتل جورج فلويد، تغير المزاج الوطني وتم تبرئة كايبرنيك في العديد من الدوائر، وهناك أحاديث عن احتمال عودته إلى اتحاد كرة القدم الأميركي.

المصدر:

finance.yahoo