حاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن ينأى بنفسه عن مشروع 2025، حيث كتب في منشور على منصة TruthSocial الأسبوع الماضي”لا أعرف شيئًا عن مشروع 2025. ليس لدي أي فكرة عمن يقف وراءه. لا أتفق مع بعض الأشياء التي يقولونها وبعضها سخيفة ومزرية. أتمنى لهم التوفيق، لكن ليس لي أي علاقة بهم”.
ولم يقتنع الكثير من المحللون السياسيون بمنشور ترامب حيث يشارك في مشروع 2025، العديد من المسؤولين السابقين في إدارته، مثل القائم بأعمال وزير الدفاع السابق كريستوفر ميلر، ونائب وزير الأمن الداخلي السابق كين كوتشينيلي، وبيتر نافارو، المستشار التجاري السابق لترامب.
كما تربط ترامب أيضًا علاقات عميقة بمؤسسة هيريتيج، المجموعة التي تقف وراء مشروع 2025، وعشرات المنظمات المحافظة الأخرى التي ساهمت في الخطة.
ما هو مشروع 2025؟
هو وثيقة ضخمة من 920 صفحة تحدد رؤية لرئاسة ترامب القادمة، تشمل مقترحات سياسة في مجالات الهجرة، والتعليم، والاقتصاد، وتصورًا لأميركا يطمح المحافظون لتحقيقه.
وتقدم الوثيقة مخططًا شاملاً لتنفيذ هذه الرؤية، من خلال توصيات موجهة لموظفي البيت الأبيض الرئيسيين، والمناصب الوزارية، والكونغرس، والوكالات الفيدرالية.
وبحسب رئيس مشروع التراث، كيفن د. روبرتس إن مشروع 2025 يهدف إلى جعل أميركا دولة محافظة، ويركز على أربع جبهات رئيسية:
استعادة الأسرة كجوهر الحياة الأمريكية وحماية الأطفال
تفكيك الدولة الإدارية وإعادة الحكم الذاتي للشعب
الدفاع عن سيادة الأمة وحدودها ومواردها
تأمين حقوق الأفراد في العيش بحرية
وتفصل الوثيقة كيفية تنفيذ الإدارة الجمهورية القادمة لأهدافها في هذه الجبهات الأربع، مع خطط شاملة لكل قطاع من قطاعات السلطة التنفيذية، بدءًا من وزارة الزراعة إلى وزارة الدفاع وإدارة الأعمال الصغيرة والهيئات التنظيمية المالية.
أسباب قلق الأمريكيين من المشروع
أشارت مجلة “ذا نيو ريبابليك” إلى أن مشروع 2025 هو دليل مفصل لتحويل الولايات المتحدة إلى جنة للفاشيين، حيث تحدد الوثيقة الأساسية للمشروع رؤية قومية مسيحية للولايات المتحدة، وأن الزواج المغاير سيكون الشكل الوحيد المقبول للتعبير الجنسي، وتُلزم جميع حالات الحمل بالاستمرار حتى نهايتها، ولا مكان للمتحولين جنسياً.
وأشارت المجلة إلى أن دليل الإجراءات المقرر تنفيذه خلال أول 180 يوماً من ولاية ترامب الثانية المحتملة، يفيد بأن المحافظين بحاجة إلى خطة فورية للتخفيف من سياسات اليسار المدمرة، وتتضمن الخطة تطهير القوى العاملة الفيدرالية من عشرات الآلاف من الموظفين وتوظيف أشخاص يلتزمون بالمبادئ المحافظة للمشروع.
وفي هذا السياق قال بول دانز، المسؤول السابق في إدارة ترامب ومدير مشروع الانتقال الرئاسي لمشروع 2025، لوكالة أسوشيتد برس، إن خطة الانتقال التي تستغرق 180 يوماً هي “دعوة للقدوم إلى واشنطن”.
وأضاف دانز أن الهدف هو تجميع جيش من المحافظين المدربين والمستعدين للعمل من اليوم الأول لتفكيك الدولة الإدارية.
من يقف وراء مشروع 2025؟
هو مبادرة من مؤسسة التراث، وهي مؤسسة فكرية محافظة تأسست قبل 50 عامًا وتعد من بين الأكثر نفوذًا في البلاد، حيث دفعت على مدار العقود الخمسة أجندتها المحافظة في مختلف جوانب الحياة الأمريكية، بما في ذلك مكافحة الإجهاض، وقمع الناخبين، والسياسات المناهضة للمناخ، ومناهضة مجتمع المثليين.
وعلى الرغم من تنظيم مؤسسة التراث لمشروع 2025، إلا أن المبادرة هي تحالف لأكثر من 100 مجموعة يمينية، مثل America First Legal وPublic Interest Legal Foundation وMoms For Liberty. .
ووفقًا لـ NBC News، شهدت هذه الشبكة اليمينية زيادة كبيرة في التبرعات منذ الإعلان عن المشروع، بقيادة مؤسسة Donors Trust المرتبطة بليونارد ليو.
وأوضح القائمون على المشروع أن فصول خطة مشروع 2025 ودليل الـ 180 يومًا كتبها أكثر من 400 باحث وخبير سياسي من مختلف أنحاء الحركة المحافظة، بما في ذلك مسؤولين سابقين في إدارة ترامب مثل كريستوفر ميلر، وكين كوتشينيلي، وبيتر نافارو.
المصدر: